اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 46
وثانيها.. أن
هذا الجيش، وإن توقفت حروبه مع إسرائيل إلا أنه لم ينه المعركة معها؛ فقد استفاد
من تجاربه السابقة، وهو لا يريد أن يخوض معها استعراضا عسكريا، ومجازفة غير
محسوبة، ولهذا راح يحضر نفسه ليوم الملحمة الكبرى، وعقيدته المقاومة لا تزال هي
نفس العقيدة، وهذا ما يغضب أعداءه الذين يريدون منه أن يصير حرسا ملكيا، مثل جيوش
الدول المجاورة.
وثالثها.. أن هذا الجيش كان
حليفا للمقاومة بكل أطيافها وألوانها حتى أنه ساهم في تدريب المقاومة الإسلامية مع
كون بعضها يتبنى أيديولوجيات يختلف معها، وخاصة تلك التي كان لها علاقة بالإخوان
المسلمين، ولكن الجيش السوري يجعل من الصهيونية العدو الوحيد، والأكبر الذي يستهين
معه بكل عداوة أخرى.
ورابعها.. أن هذا الجيش كاسمه
[الجيش العربي السوري] جيش موجه لخدمة الأمة جميعا، وليس لسورية وحدها، ولذلك ناضل
مع جميع القضايا العربية.. فقد ساهم في رد العدوان عن لبنان عام 1982، وساهم في
حفظ الأمن والاستقرار فيها عقب الحرب الأهلية اللبنانية (قوات الردع العربية)،
والتي حققت استقرارا دام أكثر من 20 عاما في لبنان.
وهو لا يعني بالعربية تلك
العنصرية المقيتة التي يتبناها قرن الشيطان، بدليل حلفه الاستراتيجي مع إيران،
وعدم وقوفه مع العرب الذين حاربوها، وإنما يعني بها الوقوف مع المنطقة العربية
التي كانت عرضة لمطامع الاستعمار والاستكبار العالمي بغض النظر عن أعراقها
ولغاتها.
هذه بعض الأسباب التي جعلته
مستهدفا من قديم.. ولعل أهمها هو أنه لم يمد يده بالتحالف مع أي عدو من أعداء
الأمة، لا الناتو ولا الصهيونية ولا أذنابها في المنطقة.. ولو أنه فعل ذلك لحمى
نفسه من تلك التشويهات التي شوه بها، ومن تلك الحروب التي أعلنت عليه.
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 46