اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 37
وكان لتركيا
الطامعة في سورية اليد الطولى في ذلك، فقد ذكرت التحققات[1] التي جرت قبل بضع سنوات، أنه نقل نحو 1500 مصنع من حلب إلى الأراضي
التركية تشمل صناعات النسيج والأقمشة والملابس الجاهزة والأحذية والأدوية وغيرها،
وكان ذلك سببا لتشريد الكثير من العمال، وخروجهم من سوريا، ليصبحوا متسولين في
شوارع المدن العربية، ولتستفيد الصناعة التركية من القدرات الحلبية، وفي نفس الوقت
تتخلص من المنافس القوي لها.
وكان قد سبق ذلك تدمير الصناعة
السورية في حلب، بافتعال الحرائق ليتم تشريد آلاف العمال الذي كان معظمهم من أرياف
إدلب لتقذف بهم إلى رصيف البطالة، فتتلقّفهم كتائب المجموعات الإرهابية مقابل راتب
موعود، يموّل عبر خطف ونهب صناعيي وتجار حلب ومهنييها.
ثم توالت عمليات الاستيلاء على
المعامل ونهبها وخطف الصناعيين لتكرّ السبحة بعد ذلك بخطف المئات من أثرياء حلب
وأطبائها وأبنائهم وبناتهم مقابل الفدية، وقطع الطرقات، وتوقّف السكك الحديدية
وأنابيب المشتقات النفطية، وتعرّض القوافل التجارية التي تحمل المواد الأولية
والسلع المصنعة للنهب، لتبدأ مرحلة دفع [الخوات] لمتزعمي الإرهابيين، اتقاءً
لحرقها ومقابل عدم التعرض لها أو لأصحابها.
وقد حصل هذا كله بالتزامن مع فتح
الحدود التركية على مصراعيها للإرهابيين والسلاح، ولتبدأ بالتصاعد الهجمات على
المعامل والمنشآت وفرض الأتاوات على أصحابها، والسطو على الأملاك الخاصة والعامة
على محور حلب ـ إعزاز.
[1] انظر: مقالا بعنوان: آلاف المعامل
في حلب سرقها الإرهابيون بتنسيق وإشراف مخابرات السفاح أردوغان، سائد الراشد،
جريدة الثورة، بتاريخ : 18-12 -2016.
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 37