اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 338
عزيمته قائلا: (الإصابات والتهديدات لم تؤثر، ولن
تؤثر بإذن الله لأنني أولا منذ اليوم الأول كنت أعرف أنني سأصبح هدفا لهذه
المجموعات المسلحة، وللدول التي تقف وراءها، لأنهم يخافون من الكلمة، ومن الحقيقة،
وهذه الإصابات زادتنا إصرارا وأكدت صوابية ما نقوم به، وهذا أعطاني اطمئنان بأننا
فعلا نوجعهم من خلال نقل الحقائق، ومن خلال محاربتهم بالكلمة والصورة والموقف)[1]
وقد وصل من حنق
المسلحين عليه أنهم كانوا يبحثون عنه في أي محل ليفتعلوا أي معركة، ويكون هدفهم
فيها ليس الانتصار، وإنما قتل ذلك الشهيد الحي.. وهم لا يعلمون أنه شهيد، ويستحيل
قتل الشهيد.
وميزته ليست فقط
في تلك التضحية التي اكتسبها من اسمه [الحسين]، ولا الشجاعة التي اكتسبها من اسمه
[مرتضى]، ولكنه فوق ذلك كله إعلامي محترف، ومحلل استراتيجي قدير، بل إنه لا يقل عن
المحللين العسكريين حنكة بفعل تلك المخالطات الدائمة لأبطال الجيش السوري وحلفائه،
بل حضوره كل المعارك، ورؤيته المعاينة لها.
ولذلك ـ ومن
خلال متابعاتي للحصص التي يقدمها، والتغطيات التي يجريها ـ لم أر منه إلا سداد
الرأي والحنكة والفهم الجيد لكل المعارك، والخطط التي يخططها أعداء سورية وأعداء
العالم الإسلامي جميعا، وهو يبز في ذلك كل محللي قنوات الفتنة الذين يطبلون
ويزمرون ويكتمون الحقائق، ويعطوا بعض الأمل الكاذب في مقابل تلك الأموال الضخمة
التي يجنونها.
أما حسين مرتضى
المجاهد المقاوم المضحي بنفسه، فإنه كان يتعامل بقلبه وروحه
[1] من حوار أجري معه بعنوان: حسين مرتضى الجانب الشخصي من حياته، لأجرى المقابلة
فادية الحسيني، ومحمد سعد.