اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 333
له خشوعا تاما.
وهكذا فعل أولئك
الإعلاميون الذين أغرتهم أموال الخليج؛ فراحوا يبيعون ذممهم، ويخونون أوطانهم،
ويصبحون عملاء لأعدائهم؛ فيدعون الشعوب إلى الثورة على حكامها المستبدين متناسين
أنهم يعيشون بين يدي أكبر الحكام استبدادا على مدار الكرة الأرضية، بل على مدار
التاريخ جميعا.
لكن تلك الأموال
التي تغدق عليهم كل حين، ومن كل الجهات جعلت أبصارهم تعمى عن رؤية الجذع في عيون
من تعيش بينهم، وتبصر القذى في عيون تلك الشعوب المستضعفة.
لكن ثلة من
الإعلاميين الممتلئين بالزهد والعفاف آثروا أن يفكوا تلك القيود الذهبية عن أيديهم
وأقلامهم وألسنتهم، ويترفعوا عنها جميعا، ليتحرروا للحقيقة المجردة، وهؤلاء هم
الإعلاميون الشرفاء، والذين نحتاج إلى الإشادة بهم وشكرهم، باعتبارهم المثل الأعلى
للإعلام النزيه.
ومن هؤلاء أولئك
الذين تبوؤوا مناصب محترمة في قناة الجزيرة، وكان يمكن أن يستثمروها في فترة
الربيع العربي، ليضاعفوا أرصدتهم وأموالهم، لكنهم لم يفعلوا، وآثروا الحقيقة على
الدجل، والعفاف على الطمع.
وعلى رأس هؤلاء[1]
وأولهم ذلك الإعلامي المقاوم الشريف الذي لم يبع ذمته في يوم من الأيام الصحفي
التونسي [غسان بن جدو]، والذي كان يرأس إدارة مكتب الجزيرة في بيروت من 2004 إلى
أن استقال منها في 23 أبريل 2011 ، وأسس بعدها شبكة الميادين
[1] انظر
مقالا بعنوان: تعرف على الإعلاميين المستقيلين من الجزيرة، وسام حسن، 02 نوفمبر
2014 ، 11:38 م.
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 333