اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 322
وصرح في موقف
آخر تصريحا لا يقل عن تصريح محمود شلتوت، فقال: (ولقد رأيت أن أقوم بعمل إيجابي
حاسم سدا لهذه الفجوة التي صنعتها الأوهام، فرأيت أن تتولى وزارة الأوقاف ضم
المذهب الفقهي للشيعة الإمامية إلى فقه المذاهب الأربعة، وستتولى إدارة الثقافة
تقديم أبواب العبادات والمعاملات فى هذا الفقه الإسلامي لمجتهدين من إخواننا
الشيعة، وسيرى أولو الألباب عند مطالعة هذه الجهود العلمية أن الشبه قريب بين ما
ألفنا من قراءات فقهية، وبين ما باعدتنا عنه الأحداث السيئة)[1]
ومن هذا الباب أيد فتوى الشيخ محمود شلتوت شيخ
الجامع الأزهر المشهورة، والتي نص فيها على أن (مذهب الجعفرية المعروف بمذهب
الشيعة الإمامية الإثني عشرية، مذهب يجوز التعبد به شرعاً كسائر المذاهب، فينبغي
للمسلمين ان يعرفوا ذلك وان يتخلصوا من العصبية بغير الحق لمذاهب معينة)، وكان
يذكرها كثيرا في دروسه، ومن تعليقاته عليها قوله: (واعتقد ان فتوى الأستاذ الأكبر
الشيخ محمود شلتوت، قطعت شوطاً واسعاً في هذا السبيل، واستئناف لجهد المخلصين من
أهل السلطة وأهل العلم جميعاً، وتكذيب لما يتوقعه المستشرقون، من أن الأحقاد سوف
تأكل الأمة، قبل ان تلتقي صفوفها تحت راية واحدة... وهذه الفتوى في نظري، بداية
الطريق وأول العمل)[2]
فهل يمكن لأحد بعد هذه النصوص
والاقتباسات من كلام الشيخ محمد الغزالي أن يزعم أنه تلميذ هذا الشيخ، أو يحمل
همومه ومشروعه، وهو في نفس الوقت يحمل المعول والفأس وكل أدوات الهدم ليحارب بها
جميع مشاريع الشيخ، ويواجه بها كل دعواته؟
[1]
كيف نفهم الإسلام، محمد الغزالي، دار نهضة مصر، الطبعة
الأولى، ص118.
[2] دفاع عن
العقيدة والشريعة ضد مطاعن المستشرقين، محمد الغزالي، ص257.
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 322