اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 319
محمد
الغزالی ... والربیع العربی
يصدح الكثير
باسم الشيخ محمد الغزالي، ويثنون عليه، ويتصورون أنهم يحملون همومه الدعوية،
وتوجهه الفكري، ومشروعه الحضاري، بينما هم أبعد الناس عنه، وأكثرهم حربا له، وقد
كان الربيع العربي هو الابتلاء الإلهي الذي كشف زيف تلك التلمذة، وكذب تلك
الدعاوى.
فالشيخ محمد الغزالي الذي لم
يكتب له أن يعيش هذا الربيع المشؤوم، كان قد حذر منه بصنوف من التحذيرات، وكأنه
كان يراه بفكره الثاقب وبصيرته النافذة.
ولذلك وضع صمام الأمن لمواجهته،
ومواجهة ما يحمله من تقسيم للأمة ومحاربة لقيمها وأخلاقها، وإشاعة للصراع بينها.
فقد كان يتحدث كثيرا عن التطرف
والتشدد، وجميع أصناف الدجل الديني، ويحذر منها، بل يعتبرها غباء وقلة عقل، ويعتبر
أصحابها أدوات يمكن لأي مخادع ذكي أن يستعملها في أي حرب يريدها، وقد حصل ذلك
بالفعل؛ فقد كان أولئك المتطرفون الذين حذر منهم الغزالي، وحذروا منه وكفروه، هم
الأدوات التي استعملتها قوى الشر في ذلك الربيع
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 319