اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 31
وقد كان على رأس تلك التحالفات روسيا وإيران.. فكلاهم
مهددان من أمريكا، وكلاهما تعلن الحرب عليهما من طرفها، ولهذا كان استناده إليهما
استنادا إلى ركن متين يؤمّن له المزيد من القوة، ويدعّمه بدعم سياسي يحميه في
المحافل الدولية.
وفوق ذلك أقام
تحالفات قوية مع جبهات المقاومة اللبنانية والفلسطينية، وكل قوى التحرر، ولهذا
كانت سنده المعنوي بل المادي عندما احتاج إلى ذلك.. بخلاف خصومه الذين كانت
تحالفاتهم مع القاعدة والنصرة وداعش، والتي زادتهم تشويها على التشويه الذي كانوا
عليه.
رابعا ـ ضعف
خصومه وولاءاتهم المتعددة: وهذا من أكبر ما أعطى للنظام قوى مضاعفة، فخصومه لم
يتفقوا في يوم من الأيام في أي مسألة من المسائل، ففيهم الليبراليون المتحررون،
وفيهم المتدينون المتشددون، وفيهم من يريد أن يقيم علاقات مع إسرائيل، وفيهم من
يريد أن تتحول بلاده إلى محافظة خليجية.. وهكذا كانوا مختلفين اختلافا شديدا.
وقد حاولت كل
دولة أن تلم شتاتهم، فلم تستطع.. ولهذا لم يستطيعوا أن يسموا رئيسا واحدا يمثلهم،
أو ينوب عن الرئيس السوري في حال اعتزاله.. ولم يستطيعوا أن يتفقوا على الدستور
الذي يحكم البلد.. بل كانت الحرب بينهم شديدة جدا، حتى مع الفصائل المتقاربة
نفسها.
ونحن نشاهد على
القنوات الفضائية تلك الحروب الشديدة بين داعش والنصرة، أو بين جيش الإسلام وفيلق
الرحمن، أو بين غيرها من الفصائل.. مع كونها جميعا ذات توجه إسلامي.
وهكذا كان
الخلاف بين القوى السياسية التي يتهم بعضها بعضا بالعمالة.. مع أنهم جميعا عملاء،
فكلهم يقبضون مرتباتهم من الدول التي تحركهم، والتي تحولوا بسببها إلى مجرد عرائيس
قراقوز لا إنسانية لهم، ولا قيم تحكمهم.
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 31