اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 280
وتقتنص كل سانحة.. لكني بعد البحث الطويل لم أجد كلمة
واحدة يمكنني أن أشتم بها تلك القطعة الكريمة من بلاد الإسلام، والتي كانت في كل
تاريخها رمزا للحضارة والرقي والتواصل الإنساني.
لهذا كتبت هذه
الرسالة المفتوحة لكم معشر القراء الكرام عساكم تشاركونني في البحث عن أشياء ذات
بال يمكننا أن ننتقد بها هذه الجمهورية، وتنالوا لذلك مني الثناء الجميل مع بعض
العطاء الذي قد يصلني عندما يوضع قلمي في المزاد العلني.
وأرجو فقط ألا
تذكروا لي ذلك الوصف الذي مججناه، وهو وصفها بـ [المجوسية]، والذي لا يقبله إلا
العقول المغرر بها، فأنتم تعلمون أن فارس منذ دخلت الإسلام لم تخرج منه، وأن رسول
الله a أخبر بذلك، بل أخبر أن (الإيمان لو كان عند الثريا
لتناوله رجال من فارس)[1].. ولو أننا قلنا بذلك، فستصبح أكثر ثروتنا
في التفسير والحديث والفقه واللغة وغيرها مصادر مجوسية مشكوك فيها، لأن أكثر
العلماء كانوا فرسا، أو لهم علاقة بالفرس.
وأرجو ألا
تذكروا لي كذلك وصفها بالامبراطورية الفارسية، فأنتم تعلمون أن الكثير من الدول
التي حكمت إيران كانت دولا عربية ابتداء من بني أمية وبني العباس، وقد حكمهم في
فترات كثيرة إلى العصر الحالي رجال من ذوي أصول عربية، ولم يستكبروا عليهم، ولم
يطالبوا برحيلهم، ولم يطالبوا بعودة كسرى، ولا أبناء كسرى.
وأرجو ألا
تذكروا لي كذلك وصفها بـ [الصفوية]، فالدولة الصفوية كانت مملكة، وإيران الحالية
جمهورية، والصفوية كانت تخضع لحكم الفرد، وإيران الحالية تخضع لحكم المؤسسات،
والصفوية كانت مرحلة تاريخية، وإيران الحالية واقع نراه ونسمع عنه.. ولو أننا
طبقنا هذا الوصف، لوصفنا