responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 28

ومن خلال استقراء الواقع السوري في هذه الفترة، نجد أربع نواح كان لها دورها الكبير في تماسك النظام وقوته:

أولا ـ مصداقية النظام في طروحاته: فالنظام السوري قبل المحنة وبعدها كان صادقا مع شعبه، وقد وفر له كل ما يمكنه من خدمات بحدود الإمكانيات المتاحة له.. وكان قبل ذلك قد وفر لطبقة كبيرة من شعبه ـ إلا من شذ منهم ـ من الوعي الصحيح ما جعلهم يفطنون للحرب الناعمة التي دبرت لهم.

ولهذا لم تبدأ المظاهرات إلا في تلك المناطق التي كان لها بعض الولاء لدول الخليج أو كان لها علاقة بالحركات الإسلامية.. أما المناطق الكبرى كدمشق وحلب وغيرهما، فقد كانت حاضنة قوية للنظام.. ولذلك ساهمت مساهمة كبيرة في الحفاظ عليه، واستمراريته.

بالإضافة إلى ذلك، فإن النظام السوري، ومع أول بوادر المحنة كان قد دعا إلى الجلوس إلى طاولة الحوار، بل فعل ذلك، وغير بعض المواد الدستورية التي كانت تشكل عقبة عند دعاة الفتنة، وأصبح الدستور بعدها دستورا يحمل كل مضامين العدالة التي لن تجد المعارضة أفضل منها.

لكنها لم تقبل به، لا لكونه لا يخدم مصالحها، وإنما لأن الجهات التي تمونها، والتي لم تكن تملك دساتير أصلا كانت هي المحرك لها، والذي يدعوها إلى عدم قبول أي حوار مع النظام.

وهذا ما أعطى قوة أخرى للنظام السوري، فالقوي هو الذي يدعو إلى الحوار، ويتحدث بلغة المنطق والعلم والعقلانية، بينما العاجز هو الذي لا يعرف إلا لغة الهجر والسب والشتم والقطيعة.

ولهذا تمكن النظام السوري من رمي الكرة في ملعب خصومه كما يقال، بتلك الخطابات الهادئة العقلانية التي يدعوهم فيها كل حين إلى خلع عباءة الغرب والتدخل

اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 28
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست