اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 277
هذا يضع مشروعية
لدور روسيا بخلاف أمريكا وغيرها، ويمكن لأي شخص دارس للقوانين الدولية عبر التاريخ
أن يعرف هذا.
ومع ذلك يبقى السؤال موجها..
ونحن نحترم السائل، لأن الجواب السابق، مرتبط بالقوانين، وليس بالقيم، وقد يقنع
القانوني، ولكنه لن يقنع غيره، ولذلك فإنا نقول لهذا الغير: هناك سببان جعلا سوريا
تلجأ إلى روسيا، وتستفيد من تواجدها في سورية، وهما سببان وجيهان وأخلاقيان جدا:
أما أولهما، فهو أن الحرب على
سورية حرب كونية، وقد عقدت الاجتماعات الكثير ة في بداية الأزمة السورية، لمن
يسمون بأصدقاء سورية، وخطط لها ولتدميرها، مثلما حصل لليبيا والعراق.. لكن ذكاء
النظام السوري، جعله يبحث عن حليف قوي، يمد يده إليه، ويكون له حق النقض في الأمم
المتحدة، ويكون له في نفس الوقت سلطة وسطوة بحيث لا يمكن تجاوزه، ويكون له بعد ذلك
عداوة مع أعداء سورية، كما يقال [عدو صديقي صديقي]
وقد وجدوا أن هذه المواصفات لا
تنطبق إلا على روسية؛ فهي حليف قديم لسورية، ولها عداوة مع أعدائها، ولذلك استثمر
النظام السوري كل هذه الصفات لينقذ نفسه وشعبه من أي حملة عدوانية قد يوجهها
المجرمون ابتداء من الشيطان الأكبر إلى الشياطين الصغرى التي تمده بالمال والفتوى
والتبرير ونحو ذلك.
وأما الثاني، فهو أن المجرمين
أمدوا الإرهابيين بأنواع كثيرة من الأسلحة المتطورة، وكانوا سندا لهم، بالمدربين
والخبراء وغيرهم.. ولم يكن الجيش السوري يملك بعض تلك الإمكانيات، فلذلك استعان
بروسيا لتمده بما يحتاج إليه من ذلك، في ظل السيادة السورية، وهو تصرف مشروع جدا..
وفي كل البلاد نجد الخبراء والمدربين من الجيوش المختلفة..
وبناء على هذا، فوجود روسيا في
سورية وجود مشروع وأخلاقي، وهو يفيد سائر بلاد المسلمين لا سورية وحدها، ذلك أن كل
المصائب التي حصلت في بلاد الإسلام، سببها ما
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 277