اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 261
قال الله تعالى: بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة)[1]
كان في إمكان
الحركيين الذين استغلوا الفرصة حينها ليركبوا موج الفتنة بأن يوضحوا للمجتمع أن
هذا من الكبائر، وأنه لا يصح إطلاق لقب الشهيد على من فعل هذا بنفسه..
وكان في إمكانهم
أن يوجهوا الأمة إلى الحركة التغييرية المسالمة، وألا يخرجوا من حدود الشريعة في
حركتهم أو ثورتهم أو أي مطالب يريدون تحقيقها، فالغاية لا تبرر الوسيلة.
لكنهم لم
يفعلوا، بل صاروا يمجدون الانتحار، وحرق الجسد، ويبررون هذه الفعلات الشنيعة مع أن
النصوص المقدسة لم تعط أي مبرر لمن يفعل ذلك.. ولو أن كل شخص أصيب بأي بلاء فعل
بنفسه ذلك، لما بقي بشر في الدنيا.
وكل ذلك لسبب
بسيط وهو أن النصوص المقدسة عندهم هي أهواؤهم وأمزجتهم، فهم الذين يفرضون على
الدين كيف يكون، لا الدين بمصادره المقدسة الذي يفرض ذلك.
وكانت نتيجة حرق
البوعزيزي لنفسه، وانتشار هذه الظاهرة بعد ذلك، وتأييد الحركيين خصوصا لها هي أن
احترقت بلادنا الإسلامية، فقد صار الكل يفجر نفسه في كل مؤسسة أو تجمع شعبي، لينشر
ثقافة الموت التي ينشرها أولئك الحركيون بدل ثقافة الحياة التي جاء بها هذا الدين.