اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 259
حنیما یتحول الانتحار الی شهاده
من أول دلائل تغلب المصلحة على المبادئ في الفكر
الحركي الإسلامي خصوصا ذلك التمجيد الذي رأيناه في
بداية الربيع العربي لظاهرة الانتحار وحرق الأجساد التي بدأها البوعزيزي، ثم قلده
الكثيرون، ولا تزال هذه الظاهرة تتواجد عند الكثير من المغرر بهم من أتباع
القيادات الاجتماعية التي اختارها زعماء الحرب الناعمة.
وكيف لا تتواجد،
وهم يسمعون أولئك الإسلاميين الذين يحدثونهم عن الجنة والنار، يذكرون البوعزيزي
التونسي الذي أحرق نفسه بسبب شجار بينه وبين شرطة بلده، ويثنون عليه كثيرا، بل
يعتبرونه شهيدا ورمزا من الرموز الكبيرة، لا لشيء إلا لكونه يخدم مصالحهم في ضرب
الأنظمة ونشر الفتنة.
بل حتى القرضاوي
نفسه، وفي برنامج الشريعة والحياة، وعندما سئل عن المسألة راح يعتذر لذلك أحرق
نفسه، ويستغفر له، ويتهم الأنظمة بكونها السبب فيما حصل له[1]..