اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 243
[التوبة: 107]
وهو وصف ينطبق تماما
على كل تلك المساجد التي أمسك بزمامها الكثير من الإسلاميين سلفيهم وحركيهم..
والذين لا يهدأ لهم بال إلا إذا أمسكوا بسكاكين حقدهم ليمزقوا الأمة طوائف وشيعا،
يكفرون بعضها، ويبدعون بعضها.. ويجعلون من الشجاعة أن تحرض الرعية على حكامها، ومن
الورع أن تساهم الرعية في خراب بلدها.
ولا يمكنني أن
أحيط بالواقع الإسلامي، والآثار الحزينة التي أحدثتها فيه خطب الجمعة، والتي تحولت
إلى شبكات لتشكيل الجماعات الإرهابية، ومدارس لإلغاء العقول، ومحاضن للعنف.. فعد
ذلك مستحيل.
بل إننا يمكننا
أن نعتبر من أكبر أسباب الخلل الذي حصل في أمتنا في العصر الحديث هي تلك الخطب
النارية، التي يصدح بها أولئك المراهقون فكريا ودينيا، ولا حظ لهم من العلم إلا
تلك المطويات والقصاصات التي يحفظونها، ولا يعدو تصورهم لحقيقة الدين تصورهم
لأفلام الرعب والإثارة.. فالدين عندهم ليس سوى رعب وإثارة.
ولهذا لم يكتف
رسول الله a بعدم القيام في مسجد الضرار،
بل راح يحرقه، فقد قال في شأنه بعد أن نزلت عليه الآيات التي توضح الهدف من إقامته:
(انطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدموه وأحرقوه)[1]
وصدق رسول الله a .. فالمسجد الذي ينشر الفرقة، ويدعو إلى الفتنة، ويحرض
على قتل المسلمين بعضهم لبعض ليس مسجدا، بل هو عرش من عروش الشيطان، ومركز من
مراكزه.. فالمسجد ليس بمآذنه، ولا بقبابه، وإنما بالروح التي تسكنه.. والعلم الذي
يبث فيه.