اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 236
النصوص هي النصوص، والإباحية هي الإباحية، بل ذكر بعض
الممثلين أن مقص الرقيب في عهد مرسي كان أخف من مقص حسني مبارك، لأن الإخوان كانوا
حريصين على أن يظهروا بصورة المتحرر والمتنور والمتحضر.. لذلك سمحوا لكل شيء، وبكل
شيء.
ومع ذلك يصدعون
رؤوسنا كل حين بأن حكم الإخوان لمصر كان حكما إسلاميا.. وأن من قبله ومن بعده
كانوا علمانين ضالين كفرة.. وهذا ما لم يستطع عقلي أن يهضمه.. فلم أدر الفرق بين
الحكمين حتى أميز بين كلا العلمانيتين؟
وهكذا كان الأمر
عندنا في الجزائر عندما كان يكتب على كل بلدية فاز بها ذلك الحزب الإسلامي الذي تحول
بعدها إلى حزب مسلح.. فقد كان يكتب في مداخل البلديات ومخارجها [البلدية الإسلامية
الفلانية]، ثم يكتب تحتها قوله تعالى: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ} [الحجر:
46]، موهما الداخلين إلى تلك البلدية أنهم سيدخلون الجنة التي قيلت فيها تلك الآية
الكريمة.. لكنهم إن دخلوها لم يجدوا إلا بلديات عادية، وقد يجدون فيها ما لم
يكونوا يجدونه من أكوام القمامة، ومن سوء التسيير، نتيجة عدم الخبرة والاستعجال
والطيش الذي كان يسيطر على الكثير ممن كانوا يسيرون تلك البلديات.
طبعا لم يتوقف
عقلي عن التفكير حتى أعرف حقيقة العلمانية عند الإسلاميين.. وقد وصلت إلى هذه
النتيجة التي أرجو من القراء الكرام أن يصححوها لي، وهي أن العلمانية عند
الإسلاميين تعني حكم غيرهم، والإسلامية تعني حكمهم هم، أو حكم من يساندونه.. وتعني
أيضا ذلك الالتزام الشخصي ببعض مظاهر الدين، كاللحية وصلاة الجمعة وغيرهما.
ولهذا سمعنا
بعضهم يوبخ الشعب المصري الذي رفض حكومة الإخوان، وخرج إلى الشوارع يطالب برحيلها،
فقد قال لهم ذلك الداعية الغليظ مؤنبا: (ألا يكفيكم أن يكون لكم رئيس ملتح؟)
ولهذا عرف
أردوغان كيف يتعامل مع هذه العقول البسيطة، فقد كان يكتفي بأخذ
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 236