اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 206
ذلك الزوج الذي لم يرض أن يطلق زوجته بكلمة واحدة، بل
راح يعدد كلمة التكفير بعدد براكين الحقد التي تغلي في قلبه.
وهكذا هو الشيخ،
أو رجل الدين، أو الكاهن الأكبر [وجدي غنيم]، صاحب الكلمات الشديدة، والمواقف
الصلبة، واللهجة الحادة.. ذلك الذي يتطاير الزبد من فمه نتيجة براكين الأحقاد التي
تغلي في قلبه.
ذلك الذي يمثل
التربية الحركية في عنفوان قوتها.. تلك التربية التي لا تغرس السلام والمحبة
والتسامح والأخلاق العالية، وكل ما يرتبط بها من هدوء وأناة ورفق، وإنما تتقن فن
صناعة النمور والأسود والصقور.. أولئك الذين يبحثون كل حين عن فرائس يصطادوها،
وينشبوا أنيابهم فيها.
لعلكم سمعتموه،
ورأيتموه كيف يتحدث عن السياسيين والفنانين والعسكر.. وكيف يفرز أحقاده على الشعب
المصري لأنه لم ينتفض ضد الجيش.. وعلى الشعب السوري، لأن أكثره لا يزال يلتف حول
رئيسه.. وعلى كل شعب يختلف معه، فهو لا يكتفي بالنصح والتوجيه، وإنما ينصب نفسه
قاضيا على كرسي الحكم، ليحكم على كل من يتفوه بكلمة لا يتفق معها بالكفر والضلالة،
وجهنم وبئس المصير.
وهو من الألسن
التي ولغت في دم الشعب السوري، وحرضت عليه، وأمدت الإرهابين بسيول من أنهار الحقد،
ليمارسوا كبرياءهم وغطرستم وحقدهم.
وهو من الألسن
التي لا تنفك عن الحديث عن الرئيس المصري، ذلك الذي أنقذ شعبه من حرب داخلية كادت
تطحنه، فهو لا يسميه باسمه، وإنما يحرفه تحريفا شديدا، ويكفره كل حين، ويحرض الجيش
على الانشقاق عليه، ويحرض الشعب على اغتياله.
وهو من الألسن
التي حرضت على الرئيس التونسي، بسبب قضية فرعية بسيطة حول مساواة المرأة للرجل في
الميراث، ولو أنه كان يعرف الشريعة حقا، لعرف أنه يمكن في
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 206