responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 15

لا التوراة ولا الإنجيل.. وتدرس فيها المذاهب الفقهية التي تؤمنون بها وتقلدونها، ولا تدرس شيئا آخر..

ولم يكن أحد يمنعها من ذلك.. بل كان المشايخ والعلماء يتجولون فيها لينشروا الهداية الإلهية، ويربوا الناس عليها، وكان الناس يجلسون إليها، ولا أحد يمنعهم من الصلاة أو الاستماع أو ممارسة أي شعيرة من شعائر الدين.

وكان في سورية مصانع يعمل فيها مئات آلاف السوريين، وكانت فيها حقول بترول لا يملكها لا الرئيس ولا وزراؤه، بل كانت ملكا للدولة أجمع..

وكانت البلاد ـ بحجم الإمكانيات المتاحة لها ـ تتطور كل حين، فهناك جسور تمد، وطرق تعبد، ومدن تؤسس، وكان الجميع يتحرك بكل حرية لخدمة بلده.

كان كل هذا في سورية، وكان يمكن للجميع أن يشاهده، فقد كانت مفتوحة لكل العالم، وخاصة العربي منه، وقد ذهب الكثير منكم إليها، وتعلم من علمائها، ونال من شهاداتها.

لكنكم بعد ذلك كله رحتم تزعمون أن الرئيس السوري هو ذلك الدكتاتور الوحيد في العالم الذي ينبغي على رعيته أن تتمرد عليه حتى لو اقتضى الأمر أن يباد أكثرها..

ثم رحتم ترفعون شعارات سقوط النظام السوري، لا إصلاحه.. وفي سبيل هذا الشعار رحتم إلى المؤسسات تحرضون على احتلالها، وإلى المزراع تحرضون على تخريبها، وإلى المصانع تسلمونها مجانا إلى تركيا، وإلى البترول تسلمونه مجانا لأمريكا.

بأي منطق تفكرون.. أنتم تطالبون برحيل الرئيس السوري.. لا بأس.. لقد رحل الرئيس الليبي، بل قتلتموه بعد أن شحنتم قلوب الليبيين حقدا عليه.. فهل نجحتم في ليبيا بعد أن قتلتم رئيسها، أم أن ليبيا الآن دولة فاشلة بكل المقاييس، وهي عرضة لكل أنواع التقسيم، وأموالها نهبة لكل قطاع الطرق؟

اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست