اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 104
وغيرهما.. ولو
أن الأموال التي وضعتها بيد أمريكا وضعت مثلها في الدول العربية الفقيرة لتحولت
كلها إلى دول غنية.
ولكني مع ذلك متأكد أن المظاهرات
ستخرج في بلاد العالم الإسلامي كله تندد بالجريمة، وتعتبرها عارا على الغرب،
وتعتبر الساكتين من العرب والمسلمين خونة.. وستكتب القصائد الكثيرة، وسيجند شباب
كثير للدفاع عن أرض الحرمين، وسيكون أكثرهم من تلك البلاد الفقيرة التي لم تلتفت
لها السعودية، ولم تعرها أي اهتمام.
لكن سورية المسكينة المظلومة..
تضرب مرة من إسرائيل.. وأخرى من أمريكا.. وأخرى من فرنسا وبريطانيا.. ويسلب جزء من
أرضها الذي فيها مؤونتها من البترول، ومع ذلك لا يتحرك أحد، ولا يبكي أحد.. وكأنها
من كوكب آخر.
لا أزال أذكر جيدا كيف أنه عندما
قتل بعض الإرهابيين العائدين من سورية بعض الفرنسيين قامت الدنيا ولم تقعد، وأقيمت
المآتم، وأرسل شيخ الإسلام ومشايخ الفتوى للرئيس الفرنسي برقيات التعزية.. لكنهم
عندا يتعلق الأمر بسورية لا نرى بيانات، ولا نسمع خطبا، ولا تصريحات.. وكأن
الإنسان السوري بعوض أو ذباب لا قيمة له.
هذا هو النفاق بعينه، ومن كان
هذا حاله فليراجع قلبه، وليضعه في الإنعاش قبل أن يموت، وحينها لن يعرف معروفا ولن
ينكر منكرا.
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 104