اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 101
لكل مدير مرتش،
أو شرطي يتعسف في استعمال الحق والقانون، أو وزير يعقد الصفقات المشبوهة..
فالمشكلة ليست في عمود الخيمة، وإنما في الأعمدة الكثيرة المحيطة به، والتي لا
يمكن تطهيرها إلا بالتربية والإصلاح، كما قيل: (كما تكونوا يول عليكم)
بل إن بلادنا، والتي أتاحت للإسلاميين
الوصول إلى بعض مناصب الحكم، أو مهام كبيرة في الدولة، لم يكن الكثير منهم بمستوى
المسؤولية، ووقعوا فيما وقع فيه غيرهم؛ فهل يمكن استئصال الإسلام أيضا، وحربه بحجة
أن هناك من أساء استخدامه؟
لهذا، فإن الفرق بيني و بينكم هو في
الأسلوب فقط.. أما الموقف السلبي من النظام، فلكم حريتكم فيه، لكني أتمنى فقط، ألا
تنظروا للنظام السوري وحده، فهناك أنظمة مجاورة لكم، وتدعي أنها تساعدكم، ولو أنها
ساعدتكم بعشر معشار ما تسلمه لأعدائكم من أموال لما وقعت في بلادكم أي ثورة أو أي
فتنة.. ولو أنها بدل تلك الأموال التي اشترت بها الأسلحة وسلمتها لكم ليقتل بعضكم
بعضها استثمرتها في بلادكم، لصار كل الشعب سوريا غنيا، مكتفيا بذاته، ولم يحتج إلى
أي ثورة، ولا إلى أي عنف.
لأن العنف لا يمكن أن يؤدي إلى أي نتيجة،
ولو أن دولتكم سقطت، وصار الأمر لتلك السرايا والأولية والجيوش التي يوالي كل واحد
منها دولة من الدولة لتحولت دمشق وحلب وكل المدن السورية إلى مقاطعات ودويلات
فاشلة.
لهذا، فأنا عندما دعوت إلى حفظ النظام،
والحفاظ على الرئيس والمؤسسات والجيش لم أكن إلا ناصحا لكم، فالرئيس هو رمز
الوحدة، وحتى لو اختلفتم معه، فإن الوضع غير مناسب لتصفية الحسابات.. فالأمن القوي
أهم من كل شيء، وأنتم ترون بلادكم تضرب من أمريكا وإسرائيل.. وترون آبار نفطكم
محتلة من أمريكا ومن مرتزقتها، فهل ترون أولئك اللصوص الذين يحجبون خيراتكم عنكم
ناصحين لكم؟
عودوا إلى وعيكم، واستعملوا الطرق
السلمية في المعارضة، وقبلها حافظوا على
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 101