اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 88
الفصل
الثاني
ولاية الفقيه.. وقيم الجمهورية
القيمة
الثانية التي يتأسس عليها نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي [الجمهورية]،
والقيم النابعة منها، وهي تشكل مع [الإسلام] اللقب الذي اختارته إيران لنفسها بعد
انتصار ثورتها؛ فهي [جمهورية إسلامية]، وليست إمارة إسلامية، ولا مملكة إسلامية،
ولا خلافة إسلامية، ولا إمبراطورية إسلامية.
وفَهم
الجمع بين هاتين القيمتين الساميتين [الجمهورية]، و[الإسلامية] ييسر التعرف على سر
الكثير من المواقف الإيرانية، والمؤسسات التي تحكمها؛ فكلها تنبع من هاتين
القيمتين، من الشعب احتراما له ولقراراته، ومن الإسلام باعتباره الخيار الذي ناضل
من أجله الشعب الإيراني، وأثبت تمسكه به رغم كل المحن التي أصابته بسببه.
بل
إننا إذا رجعنا إلى الوراء، وبحثنا في السر الأكبر لنجاح الثورة الإيرانية نجده
ينبع من اعتمادها على كلا القيمتين؛ فهي قد نهضت من أجل أن يسترد الشعب حريته
وحقوقه التي صادرتها الأنظمة المستبدة بمعونة الاستكبار العالمي، واستعمل في ثورته
الإسلام بدل الشيوعية أو الاشتراكية، أو غيرها من النظريات التي اعتمدها للأسف
الكثير من الثوار العرب، ولهذا كان شعار الثورة الإسلامية في ذلك الحين الذي كانت
الشعوب فيها ترزح بين الشرق أو الغرب هو (لا شرقية، ولا غربية.. إسلامية إسلامية)
وللأسف
نجد الكثير من المغرضين ينتقدون الجمهورية الإسلامية الإيرانية في جمعها بين هاتين
القيمتين، ذلك أنهم يتصورون استحالة تجمعهما، بل يتصورون أنهما قيمتان متناقضتان،
وذلك نتيجة تأثرهم بالمدارس الغربية، واعتبارهم أن مراعاة أحكام
اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 88