اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 483
وهو
يشيد بالأفكار المطروحة في السينما الإيرانية، والنابعة من ثقافتها، فيقول: (أما السيناريو
فهو يحمل عمقا مدهشا ولغة ثرية متنوعة ومكتوب بنكهة الإبداعات القصصية الراسخة في
الثقافة الإيرانية الشعبية، وتشم من خلاله رائحة حافظ الشيرازي وعمر الخيام وجلال
الدين الرومي. ونظرا لطبيعته التأملية والفلسفية وقيمة مادته الجمالية ولغته
التعبيرية يصبح السيناريو واحدا من أهم خصوصيات وميزات السينما الإيرانية. فالطابع
الشرقي المحلي حاضر، والهوية الثقافية مستمدة من الواقع الاجتماعي وقمة التمثيل
تدهش المشاهد ومهارة الكاميرا وتحكمها في المشاهد ودقة اختيار مواضيعها والتركيز
على الحس الجمالي في أرقى مستجدياته حتى تحس أنك أمام السجاد الإيراني المفعم
بروعة الفن وجمال النقوش والألوان التي تعبر بدورها عن شاعرية الإنسان الإيراني
ودفئه العاطفي وحبه للفن)
[1]
وهو
يذكر أن السينما الإيرانية متفردة في الكثير من النواحي عن السينما العالمية،
وخاصة فيما يرتبط بحفاظها على هويتها وأصالتها، يقول: (والسينما الإيرانية مختلفة
من خلال تأكيدها على هويتها وخصوصياتها وتفردها وعدم تشبهها بأي سينما أخرى.
ومعروف أن أهم ما يميز السينما الإيرانية يتمثل في بساطتها العميقة في مضامينها
ورمزيتها مما جعلها تنافس المستويات العالمية. وشكل الرهان على المحلية الذي
اعتمدت عليه الأفلام الإيرانية أهم خطواتها نحو العالمية إذ اهتمت بتوثيق مشاغل
مجتمعها وهمومه وتخلت في المقابل على الإكسسوارات الزاهية واهتمت بالمواطن
الإيراني وآلامه وهواجسه. وبذلك تكون السينما الإيرانية قدمت استعراضاً راقياً يصل
إلى الجمهور المحلي والعالمي يستحق كل الإعجاب والتقدير) [2]