اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 420
لحياة
على طبق الإخلاص، والآخر هو أنكم قدمتم هذه الهدية مخلصين؛ فالأساس هو الإخلاص
الذي تجلى فيكم، وبهذا الإخلاص والإيثار ضمنتم الجمهورية الإسلامية، فالانتصارات
التي تحققت على أيديكم خصوصا في الفتح المبين، لا يمكن قياسها بأي معيار كان، ولا
يستطيع أي لسان أن يعبر عنها ويصفها، لكن الأهم من كل هذا هو صدقكم وإخلاصكم عند الله
تعالى، فالإيثار إخلاصا أهم من كل شيء عند الله)[1]
ويضرب
لهم المثل على قيمة الإخلاص ودوره الجوهري في أي عمل من الأعمال الصالحة بما ورد
في قوله تعالى: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا
وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ
مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا
عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ﴾ [الإنسان: 8 - 10]
ويعلق
عليها بقوله: (فالإطعام في حد ذاته ليس شيئا مهما، خاصة عندما يكون بقرص من خبز
الشعير، بل المهم أن يكون ذلك (على حبه)؛ فالإخلاص والحب اللذان تملكانهما لهما
القيمة عند الله تعالى، ولا يستطيع أحد وصفهما، لأنكم تضحون بأرواحكم، وهناك
الكثيرون يفعلون ذلك في أمور منحرفة، فالعمل واحد في الشكل لكن المعنى والفحوى
يختلفان، والمعيار هو فحوى العمل وليس شكله) [2]
.
وهكذا يضرب لهم المثل ببطولات الإمام علي، ومواقفه في الإسلام؛ فيقول: (السيف
الذي جرده الإمام علي، وضرب به ذلك الشخص وقتله. هو ما يقع في كل مكان وقد فعل ذلك
كثير من الناس ويفعلون. والقيمة ليست هنا، بل القيمة هي ما كانت في قلب علي أبي
طالب وما كان يدور في ذهنه ودرجة الإخلاص الذي كان في عمله.. إن درجة الإخلاص هي
التي جعلت تلك الضربة أفضل من عبادة الثقلين، أي عبادة الإنس والجن) [3]