اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 408
فمثلاً
إذا استفاد احد من كيفية مذاكرات موسى مع الخضر، وكيفية معاشرتهما وشدّ موسى رحاله
إليه مع ما له من عظمة مقام النبوّة لأخذ العلم الذي ليس موجوداً عنده وكيفية عرض
حاجته إلى الخضر، وكيفية جواب الخضر والاعتذارات التي وقعت من موسى [عظمة مقام
العلم وآداب سلوك المتعلم مع المعلّم]، ولعلها تبلغ من الآيات المذكورة إلى عشرين
أدباً؛ فأي ربط لهذه الاستفادات بالتفسير، فضلاً من أن تكون تفسيراً بالرأي) [1]
ويضرب
مثلا آخر على ذلك، فيقول: (والاستفادة من هذا القبيل في القرآن كثير، ففي المعارف
مثلاً إذا استفاد أحد من قوله تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2] الذي حصر جميع المحامد لله، وخصّ جميع
الأثنية للحق تعالى التوحيد الأفعالي، وقال بأنه يستفاد من الآية الشريفة أن كل
كمال وجمال وكلّ عزّة وجلال الموجودة في العالم وتنسبها العين الحولاء والقلب
المحدوب إلى الموجودات من الحق تعالى، وليس لموجود من قبل نفسه شيء، ولذا المحمدة
والثناء خاص بالحق، ولا يشاركه فيها احد، فأيّ ربط لهذا إلى التفسير حتى يسمّى
بالتفسير بالرأي أو لا يسمّى؟ إلى غير ذلك من الأمور التي تستفاد من لوازم الكلام
ولا ربط لها بوجه إلى التفسير)
[2]
هذه
مجرد نماذج عن دعوة الخميني إلى مركزية القرآن الكريم للتحقق بالحقائق العرفانية
النظرية والعملية، ونجد مثلها في سائر المجالات، وهذا ما يصدق ما يذكره قادة
الثورة الإسلامية عن ثورتهم بكونها ثورة قرآنية، تريد أن تحيي الحقائق القرآنية في
الواقع، وتعيد لها الاعتبار.
ثانيا ـ القيم الأخلاقية ووسائل تحقيقها في الواقع:
بناء على النتيجة التي خلصنا إليها في الجزء السابق، وفي
الفصل الخاص بالقيم