اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 402
أوجب
أن تكون استفادتنا من هذا الكتاب العظيم بأقل من القليل هو هذا المعنى، فإما ألا
ننظر إليه نظر التعليم والتعلم كما هو الغالب علينا، ونقرأ القرآن للثواب والأجر
فقط ولهذا لا نعتني بغير جهة تجويده، ونريد أن نقرأه صحيحاً حتى يعطي لنا الثواب
ونحن واقفون في الحد وقانعون بهذا الأمر، ولذا نقرأ القرآن أربعين سنة ولا تحصل
الاستفادة منه بوجه إلاّ لأجر والثواب والقراءة، وأما أن نشتغل إن كان نظرنا
التعليم والتعلّم بالنكات البديعيّة ووجوه إعجازه، وأعلى من هذا بقليل فإلى الجهات
التاريخية وسبب نزول الآيات وأوقات النزول، وكون الآيات والسور مكية أو مدنية،
واختلاف القراءات واختلاف المفسرين من العامة والخاصة وسائر الأمور العرضية
الخارجة عن المقصد بحيث تكون هذه الأمور نفسها موجبة للاحتجاب عن القرآن والغفلة
عن الذكر الإلهي) [1]
وهو
مع احترامه ـ كما يذكر ـ للمفسرين والعلماء الذين بحثوا في علوم القرآن إلا أنه
ينكر عليهم إهمال هذا الجانب من التعليم القرآني؛ فيقول: (إن مفسّرينا العظام
أيضاً صرفوا عمدة همّهم في إحدى هذه الجهات أو أكثر ولم يفتحوا باب التعليمات على
الناس، وبعقيدتي الكاتب لم يكتب إلى الآن التفسير لكتاب الله لأن معنى التفسير على
نحو كلّي هو أن يكون شارحاً لمقاصد الكتاب المفسّر ويكون مهمّ النظر إلى بيان
منظور صاحب الكتاب، فهذا الكتاب الشريف الذي هو بشهادة من الله تعالى كتاب الهداية
والتعلم ونور طريق سلوك الإنسانية يلزم للمفسّر أن يعلّم للمتعلم في كلّ قصّة من
قصصه بل في كل آية من آياته جهة الاهتداء إلى عالم الغيب وحيثية الهداية إلى طريق
السعادة وسلوك طريق المعرفة والإنسانية) [2]
ويضرب
مثالا على ذلك؛ فيقول: (ففي قصة آدم وحواء أو قضاياهما مع إبليس من