وذكر
بعض المظاهر عن ذلك التهتك والاستبداد الذي مارسه باسم حقوق المرأة، ومنها أنه كان
يجبر النساء على سلوكات لا تليق بكرامتهن، يقول: (لقد أجبروا العلماء- بقوة
الحراب- على المشاركة مع نسائهم في الاحتفالات، وكانت أمثال تلك الاحتفالات على
حساب الجماهير، والناس تدفع ثمنها بكاء وألماً، وهكذا كانوا يروّجون للتبرّج،
ويدعون بقية الناس مجموعة مجموعة، ويجبرونهم على أن يحتفلوا مع نسائهم دون حجاب.
كانت حرية المرأة هي هذه التي كانوا يفرضونها. يجبرون الناس المحترمين، والتجار
المحترمين، والعلماء وأصحاب المهن لتنفيذ رغباتهم بقوة السلاح. بكى الناس كثيراً،
ولو أن هؤلاء كان لديهم حياءاً لندموا على ذلك الاحتفال)[2]
وقد
كان الشاه مع كل هذا الاستبداد في فرض ما لا يتناسب مع طبيعة المجتمع الإيراني
مرضيا عنه عند جمعيات حقوق الإنسان، لأن حق المرأة عندهم مرتبط بتبرجها وانحلالها
الأخلاقي؛ وما عدا ذلك لا يعتبره، ولا يهتم له.
وفي
مقابل ذلك المفهوم لحقوق المرأة والذي تبناه الشاه، ووافقه عليه الغرب، نرى مفهوما
آخر لهذه الحقوق عند الخميني، وهو مفهوم يتناسب مع الإسلام والفطرة وكرامة المرأة؛
ففي مقابلة للخميني بباريس قبل انتصار الثورة الإسلامية سأله أستاذ بجامعة أمريكية
قائلا: (يقال بأن الرئيسة السابقة لاتحاد النساء الحقوقيات الإيرانيات السيدة مهوش
صفي نيا كانت قد صرحت بأن النشاط الديني في إيران أجبر المجلس على إقرار القوانين
التي تحد حقوق النساء. مثل تخفيض سن الزواج إلى الخامسة عشرة، ومنع مشاركة النساء
في الجيش وإعلان (الإجهاض) عملًا اجرامياً.. فهل تؤيدون مثل هذه القوانين؟)