responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 288

وقد أسيء فهم كلا الدعوتين من طرف الساسة والإعلاميين والمفكرين ورجال الدين، حيث اعتبروا الدعوة الأولى دعوة للتشيع، مع أن إيران لم تتحدث إلا عن وحدة المسلمين بغض النظر عن مذاهبهم، ولو أرادت تشييع العالم الإسلامي، لبدأت بالملايين من أهل السنة الذين يتمتعون بجميع الحقوق، ويدرسون مذاهبهم بكل حرية.

أما الدعوة الثانية، فقد اتهمت بالتمدد الفارسي، والمؤامرة على العالم الإسلامي، مع أن إيران لم تتحدث عن كل ذلك، بل كل مطالبها هي الدعوة إلى الثورة على الطاغوت، وعلى الاستكبار العالمي، والعودة للدين الأصيل.

من خلال هذه المقدمة نحاول في هذا المطلب بيان موقف إيران من كلا الجانبين من خلال تصريحات قادة ثورتها، ومن خلال ممارساتها الواقعية.

1 ـ الدعوة للوحدة الإسلامية:

مع ظهور الكثير من الدعوات للوحدة الإسلامية، ابتداء من جمال الدين الأسدأبادي الإيراني، ومن بعده من المفكرين والدعاة، لا نجد جهة اهتمت بالوحدة الإسلامية، واعتبرتها هدفا من أهداف نظامها مثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي ضحت بمصالح كثيرة من أجل هذا الهدف النبيل.

وذلك شيء طبيعي؛ فلا يمكن لنظام يزعم أنه نظام إسلامي، أن يتخلى عن الوحدة، أو يناقش فيها، وهي مطلب قرآني كما قال تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 92]

ولذلك لا نرى في خطابات قادة الثورة الإسلامي ذلك البعد العنصري المرتبط بالقومية، ولا الجغرافي المرتبط بالوطن، ولا المذهبي المرتبط بالتشيع، وإنما نلاحظ اهتماما بكل المسلمين، وبقضاياهم جميعا، وكأنهم جسد واحد.

ومن الأمثلة على ذلك قول الخميني في وصيته السياسية، والتي ذكر في مقدمتها أنها

اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 288
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست