اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 266
التغرّب
فلتكونوا جميعًا سلفيين، وإذا كانت بمعنى التعصّب والتحجّر والعنف في العلاقة بين
الأديان أو المذاهب الإسلامية فإنها لا تنسجم مع روح التجديد والسماحة والعقلانية
التي هي من أركان الفكر والحضارة الإسلامية، بل ستكون داعية لرواج العلمانية
والتخلّي عن الدين)[1]
ثم
راح يحذر كعادته من الإسلام الذي يدعو إليه الغرب، فيقول: (كونوا متشائمين من
الإسلام الذي تطلبه واشنطن ولندن وباريس، سواء من النوع العَلماني المتغرّب، أو من
نوعه المتحجّر والعنيف. لا تثقوا بإسلام يتحمّل الكيان الصهيوني لكنه يواجه
المذاهب الإسلامية الأخرى دونما رحمة، ويمدّ يد الصلح تجاه أمريكا والناتو لكنه
يعمد في الداخل إلى إشعال الحروب القبلية والمذهبية. وراء هذا الإسلام من هم أشداء
على المؤمنين رحماء بالكافرين.. كونوا متشائمين من الإسلام الأمريكي والبريطاني إذ
أنه يدفعكم إلى شَرَك الرأسمالية الغربية والروح الاستهلاكية والانحطاط الأخلاقي)[2]
وهو
يدعو في كل خطاباته إلى تجاوز كل ما يثير الفتنة والفرقة بين المسلمين، وقد عبر عن
ذلك في فتاواه وخطبه، ومن ذلك قوله: (على المسلمين أن يجابهوا أيّ عامل من العوامل
الناقضة والمضادة للوحدة؛ هذا واجب كبير علينا جميعاً؛ الشيعة يجب أن يقبلوا هذا،
والسنة أيضاً يجب أن يقبلوه، وكذلك الفرق والشعب المتنوعة داخل الشيعة وأهل السنة
يجب أن تتقبّل هذا الشيء)[3]
ومن
ذلك فتواه الشهيرة بحرمة المساس بمقدسات المسلمين، وهي ليست مجرد فتوى، بل هي من
الأصول التي نشأت عنها الفروع الفقهية الكثيرة، والتي تقطع كل الحجج
[1] انظر:
وثائق الربيع العربي والصحوة الإسلامية، تحرير حسن الزين، ص343.