responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 210

تحصل، فإنْ يحكمْ الدين الإسلامي تُحفظ جميع الثغور ولا تعتد حكومة على أخرى، لأنّ الجميع مسلمون)[1]

وللأسف، فإن هذه الطروحات الممتلئة بالصدق، والتي تمثل العقل والحكمة كما تمثل الإسلام المحمدي الأصيل وجدت من يرفضها، ويشوه شخصية قائليها، في نفس الوقت الذي يُلمع فيه أولئك القوميون الذين قامت الثورة الإسلامية لمواجهتهم.

وقد تولى القيام بهذا الدور القذر طرفان: أما أحدهما؛ فمشبع بالفكر الغربي، وبالرؤية الغربية، ولكنه مع ذلك متناقض مع نفسه؛ فهو يدعو القوميات الإيرانية لأن تنتفض على نظامها، وتؤسس كيانات هشة ضعيفة، يدب الصراع بينها كل حين، في نفس الوقت الذي يرى فيه دول العالم المتقدم تمتلئ بالإثنيات، وترى كمالها في ذلك التنوع، وترى أن المواطنة هي الأصل، لا العرق، ولا الطائفة.

أما الثاني؛ فأولئك الإسلاميون الذين قرأوا النصوص المقدسة، وقرأوا معها المواقف الشرعية المتشددة من كل دعوة للعنصرية والعرقية، لكنهم يتجاهلونها جميعا، ويطلبون من الأعراق المختلفة في إيران أن تنتفض، بل يطلبون منها أن تشكل ميليشيات لتقاوم النظام، وتحصل على استقلالها.

ومن الأمثلة على ذلك ما كتبه بعضهم تحت عنوان [تركيبة الشعوب في إيران ما قبل التاريخ المعاصر][2]، والذي تحدث فيه عن التعدد في الأعراق الإيرانية، وتوزعها على مناطقه المختلفة من أزمنة قديمة، وعلاقة ذلك بدول الجوار، وعلاقته بالاقتصاد، حيث أن بعض المناطق غنية جدا، وأخرى فقيرة جدا، بحيث لو حدث الانفصال، سيحدث انقلاب عجيب للأعراق المختلفة، بل يحصل الصراع بينها وبين دول الجوار.


[1] المرجع السابق، ج 1 ، ص345 . .

[2] تركيبة الشعوب في إيران ما قبل التاريخ المعاصر، د.کریم عبدیان بنی سعید، موقع الأحواز.

اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 210
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست