responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 167

منعوهم نجو ونجى الناس جميعاً)[1]

فهذا الحديث يشير إلى أن الحرية لها حدود ترتبط بالآخرين، ولذلك تتوقف حرية الإنسان عند تعرضها للآخر بأي نوع من أنواع الأذى.

وبناء على هذا نرى قادة الثورة الإسلامية يعقبون على أحاديثهم عن الحرية وضرورتها بالدعوة إلى الحذر عن السلبيات والعواقب السيئة التي قد تنجر عنها، والتي تنشأ من سوء استعمالها، أو استعمالها في غير المواضع المرتبطة بها، ذلك أن الحرية في الإسلام تقترن بالمسؤولية، وتنأى عن الفوضى، وتراعي حقوق الآخرين.

وقد عبر الخميني عن هذا المعنى عند حديثه عن حقوق المرأة، والضوابط التي تحكم هذه الحقوق، بقوله: (إن الإسلام يأخذ ينظر الاعتبار حقوق النساء، مثلما يهتم بحقوق الرجال، وقد اعتنى بالنساء أكثر من اعتنائه بالرجال، فلهن الحرية في ممارسة نشاطاتهن وبكامل إرادتهن، وفي انتخاب العمل، لكن ينبغي أن لا يغيب عن الأذهان أن في الشرق ثمة محدوديات للرجال أيضاً، وهي لمصلحة الرجال أنفسهم، فالإسلام يحرم ممارسة الأفعال التي فيها مفسدة للرجال كالقمار وتناول الخمور والمخدرات، لأنها مقرونة بالمفاسد، فهناك محدوديات للجميع، شرعية وإلهية، محدوديات لمصلحة المجتمع نفسه، ذلك أن الإسلام لا يمنع من الأشياء التي ينتفع منها المجتمع)[2]

وذكر المساوئ الكثيرة المنجرة وراء ترك العنان للحريات من غير ضوابط ولا قوانين ولا مراقبة؛ فقال: (عندما تقرؤون الصحف فإنكم كثيرا ما تشاهدون فيها أن هذا يسيء إلى ذاك، وذاك يسي ء إلى هذا، والآن بعد تحرر الأقلام فهل يصح أن يتحدث كل إنسان بما يشاء


[1] رواه البخاري، 8 /399..

[2] من حديث في أوساط طبقات الشعب المختلفة بتاريخ 29/ 3/1979، انظر: المرأة في فكر الإمام الخميني (ص: 26).

اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 167
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست