responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إيران دين وحضارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 46

إلى العودة إلى القرآن الكريم، ويقول في ذلك: (حَسْبُ رجل الدين أن يقول: إنّه مؤمن بالقرآن وآياته؛ لينفيه الاستعمار إلى جزيرة اندومان)[1]

هذه بعض النماذج عن طروحات جمال الدين الأسد آبادي، والتي يمكن لمن شاء أن يرجع إليها، ويتأكد منها ليتبين له أنها كلها تنطلق من القرآن الكريم، وأنها فوق ذلك كانت الأسس الكبرى التي قام عليها الإصلاح والتجديد في العصر الحديث.

أما المشروع الحضاري الجديد للجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ فيمكننا اعتباره قائما على القرآن الكريم باتفاق جميع قادته ومفكريه وزعمائه السياسيين وغير السياسيين، فكلهم دعوا إلى تفعيل القرآن الكريم في جميع مظاهر الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، واعتباره الدستور الأعلى الذي يقوم عليه النظام الإسلامي في جميع جوانبه.

وأول من دعا إلى هذا، ونشره، واهتم بالدعوة إليه قائد المشروع الحضاري الجديد في إيران الإمام الخميني، والذي لم يكن يدع مناسبة شعبية أو خاصة إلا ودعا فيها إلى تفعيل القرآن الكريم في جميع مظاهر الحياة، باعتباره الوصية الكبرى لرسول الله a.

ومن الأمثلة على ذلك قوله تعليقا على حديث الثقلين [2]، وتفريط الأمة في وصية النبي a: (فهذا الحديث حجة بالغة على البشرية جمعاء، ولا سيما المسلمين بمختلف مذاهبهم، فهم مسؤولون جميعاً عن ذلك بعد أن تمّت الحجة عليهم، وإن كان هناك من عذر للعامة بسبب جهلهم وعدم اطلاعهم، فلا عذر لعلماء المذاهب.. ولنر الآن ما جرى على القرآن هذه الوديعة الإلهية، وتركة رسول الإسلام a لقد شرعت نوائب مفجعة حرية أن يُبكى منها دماً.. فقد استغل عباد الأنا والطواغيت القرآن الكريم، واتخذوه وسيلة للحكومات المعادية للقرآن، وأبعدوا مفسري القرآن الحقيقيين والعارفين بالحقائق الحقة


[1] الأفغاني، العروة الوثقى وجرائد الإنجليز، مقالات العروة الوثقى: 206.

[2] وهو قوله a: (إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض).

اسم الکتاب : إيران دين وحضارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست