responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إيران دين وحضارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 43

الأزهَرَ، والزَّبَرْجَدَ الأخضر؟ .. وها أنا أُرشدك قاضِياً حقَّ إخائِك، ومُرتَجياً بَرَكة دعائك إلى كيفية سياحتهم وغَوْصهم وسباحتهم)[1]

ونجد أمثال هذه الدعوة في كل كتبه، وخاصة في (إحياء علوم الدين) الذي دعا فيه إلى العبور إلى حقائق القرآن، وعدم الاكتفاء بظاهر التلاوة، وقد كانت تلك الآداب من أحسن ما كتب في التعامل الإيماني مع القرآن الكريم، ولا يمكن لأحد أن يقرأها، وينفعل لها دون أن يتأثر بذلك، وتتغير قراءته للقرآن الكريم تغيرا جذريا.

ومما له علاقة كبرى بتفعيل القرآن الكريم في الحياة ذلك الأدب الرفيع الذي سماه الغزالي (التخصيص)، ويعني به أن يقدر قارئ القرآن أثناء قراءته أنه المخصوص بكل خطاب فيه، فإن سمع أمرا أو نهيا قدر أنه المنهي والمأمور، وإن سمع وعدا أو وعيدا فمثل ذلك، (وكيف لا يقدر هذا، والقرآن ما أنزل على رسول الله a لرسول الله a خاصة، بل هو شفاء ورحمة ونور للعالمين) [2]

ونتيجة ذلك ـ كما يرى الغزالي ـ أن لا تتخذ دراسة القرآن عملا، بل يقرؤه كما يقرأ العبد كتاب مولاه الذي كتبه إليه ليتأمله، ويعمل بمقتضاه، وينقل الغزالي في ذلك عن مالك بن دينار قوله: (ما زرع القرآن في قلوبكم يا أهل القرآن؟.. إن القرآن ربيع المؤمن، كما أن القرآن ربيع الأرض)[3]

ولا يكون ذلك ـ كما يرى الغزالي ـ إلا بالتعامل الجدي مع القرآن الكريم، واعتبار كل ما فيه حكمة وفائدة في حق كل شخص بعينه، فليست قصصه ـ مثلاـ سمرا غير مقصود، وإنما هي عبر وتثبيت لمن تأملها، ولأجل هذا أمر الله تعالى الكافة بشكر نعمة القرآن الكريم


[1] جواهر القرآن (ص: 21)

[2] إحياء علوم الدين: 1/284.

[3] إحياء علوم الدين: 1/285.

اسم الکتاب : إيران دين وحضارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست