responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إيران دين وحضارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 422

لم تتركها كما هي، وإنما تقوم بحذف كل المشاهد المنافية للأخلاق والقيم الدينية.

والخامنئي من خلال مطالعاته الكثيرة يشير كثيرا على الإعلاميين والفنانين بما يحتاجه الواقع الإيراني من إبداعات فنية، ومن الأمثلة على ذلك قوله: (قبل عدّة سنوات قلت لبعض الأصدقاء، لماذا لا تنتجون أفلاماً عن معوّقي الحرب؟.. كنتُ قد قرأتُ كتاباً أُلّف عن جريح معوّق روسي، وسمعتُ بعدها أنّ فيلماً أُنتج عن ذلك الكتاب.. لقد طبع الروس أنفسهم هذا الكتاب ووزّعوه. وكان هذا أيضاً من كتبهم الدعائية. وقع هذا الكتاب بين يديّ في بدايات الثورة، واسمه [قصّة إنسان واقعيّة] تحكي قصّة طيّار تسقط طائرته فتُقطع رجله. رأيت أنّ كلّ طيّار أو كلّ جريح قُطعت رجله أو فقد بصره، لو قرأ هذا الكتاب، سوف يشعر بالاطمئنان والرّضا. ونحن الّذين لدينا كلّ هؤلاء الجرحى المعوّقين، لماذا لا نكتب مثل هكذا كتاب؟ ولا ننتج هكذا فيلم؟ فهذا من نقائصنا)[1]

والخامنئي مع عدائه الشديد لأمريكا، واعتبارها الشيطان الأكبر إلا أنه لا يمنع من مطالعة إنتاجها العلمي أو الثقافي، بل هو يدعو إلى ذلك، ويذكر عن نفسه أنه يفعل ذلك، ومن الأمثلة على ذلك قوله: (إذا تسنّت لكم الفرصة لقراءة بعض الكتب الّتي كُتبت عن الوضع الاجتماعي في أمريكا، سوف تلتفتون إلى هذه المسألة.. لقد قرأتُ كتباً عديدة في هذا المجال، لا أعلم إن كنتم قد قرأتموها أيضاً أم لا.. على سبيل المثال، قرأتُ في مجال القضايا الانتخابية، كتاباً للكاتب الأمريكي هاورد فاست[2]، المعروف نسبياً بميوله اليسارية. ولهذا الكاتب كتبٌ أخرى أيضاً.. بالطبع هو كاتب روائي. كتابه يتناول سيرة طفل تهاجر عائلته في بدايات القرن العشرين من إحدى الدول الأوروبية إلى أمريكا. ويولد هذا الطفل في أمريكا، حيث يصبح مواطناً أمريكياً وفق القوانين. بعدها، يصبح محامياً، ومن ثمّ يترشّح


[1] في لقاء له بوزير الثقافة والإرشاد الإسلامي ومسؤولي الوزارة، 25/11/1992م.

[2] هاورد فاوست (1914 ـ 2000).

اسم الکتاب : إيران دين وحضارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 422
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست