responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إيران دين وحضارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 408

بأي معرفة أو علم يمكنه أن يساهم في تطويرها.

رابعا ـ الحوار الحضاري: ونريد به ما نص عليه قوله تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ } [العنكبوت: 46]، فهي ترسم العلاقة بين المسلمين وغيرهم من المسالمين، وهي علاقة مبينة على الحوار لا على الصراع كما تتبناها الرؤية الغربية.

وسنحاول في هذا الفصل بيان مدى تحقق إيران بهذه القيم الأربعة، ومدى مساهمتها في خدمة جميع البلاد الإسلامية، بل غيرها من البلاد من خلالها.

والنتيجة التي خلصنا إليها هي أن إيران في أقل أحوالها مركز كبير من مراكز الإشعاع الحضاري الإسلامي، والذي يريد أن يشطبها من الخارطة الإسلامية، عليه أولا أن يلغي الحضارة الإسلامية، وكل القيم الجميلة التي تحملها، ويلغي معها كل ذلك التراث الفلسفي والعلمي والديني الذي كتبه الإيرانيون، والذي لا يمكن الاستهانة به، بل لا يمكن تصور الحديث عن الحضارة الإسلامية من دون الحديث عنه.

لذلك فإن الجريمة التي يقع فيها أولئك المغرضون الذين يوجهون سهام حربهم إلى إيران، ويعتبرونها مؤامرة على الإسلام، هي كونهم ـ في حقيقة الأمر ـ يوجهون حربهم للإسلام نفسه، لأن إيران في كل تاريخها مثلت الإسلام أحسن تمثيل، وأعطت صورة جميلة عن الحضارة الإسلامية بأرقى مظاهرها.

أولا ـ إيران والانفتاح الحضاري:

نريد بالانفتاح الحضاري الاحتكاك بكل الثقافات والعلوم، والتعرف عليها، والتأثير فيها، والتأثر بها، وعدم الانغلاق على الذات، إما استعلاء على الآخر، أو خوفا منه.

وهو مقدمة لكل إبداع حضاري، ذلك أنه لا يمكن أن تقوم أي حضارة من الحضارات دون الاستناد إلى غيرها، والاستفادة منها، والبناء على مكتسباتها، فالحضارة لا وطن لها.

اسم الکتاب : إيران دين وحضارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 408
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست