responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إيران دين وحضارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 341

فيها من تحدث في هذا الباب.

ولهذا لا نجد في التراث العرفاني الذي تركه إلا الدعوة لالتزام الشريعة ظاهرا وباطنا، لأنه لا يمكن أن يتحقق السالك بأي حقائق عرفانية من دونها.

ولذلك ننصح أولئك الذين يرمون هذا الرجل الممتلئ بالورع والتقوى والحرص على الشريعة بكل ألوان البهتان والزور أن يراجعوا أنفسهم، وأن يطالعوا كتبه كما كتبها لا كما حرفها الدجالون، ولا ينسوا أن يقرؤوا معها قوله a في الحديث القدسي: (إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب)[1]

وإن وجدوا أي هفوة في حديث من أحاديثه، فهو بشر، وليس معصوما؛ فعليهم أن يتعاملوا معه كما يتعاملون مع من يقدسونهم من العلماء والصالحين، حتى لا يرموا غيرهم بالقذاة، وينسون الجذع في أعينهم.

ثالثا ـ اهتمام الإيرانيين بالأذواق والمعارف الروحية:

لا يقتصر اهتمام الإيرانيين على ما ذكرنا من أنواع السلوك الروحي سواء ما ارتبط منه بالشعائر التعبدية، أو ما ارتبط بالرياضات والمجاهدات الروحية، فكل ذلك ليس سوى وسيلة لتحقيق الغاية العظمى من السلوك، وهي التقرب إلى الله، والتعرف عليه، والتحقق بالوصال معه.

وكل هذه المعاني نجدها في التراث الروحي الإيراني، والذي انتشر منه لسائر بلاد العالم الإسلامي؛ فأكثر الشخصيات من المتقدمين والمتأخرين الذين اهتموا بالعرفان النظري، نجدهم من نيسابور أو أصفهان أو طوس أو شيراز أو غيرها من عواصم الحضارة الإيرانية.


[1] رواه البخاري.

اسم الکتاب : إيران دين وحضارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 341
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست