responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إيران دين وحضارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 336

وأحب أن أذكر هنا بعض أقواله في التزكية والتي تبين مدى التقارب الموجود بين المدارس الإسلامية في هذا الباب، ذلك أن كل ما ذكره لا يختلف عما يذكره سائر علماء السلوك من معان، وهو رد بليغ على من يصور السلوك الروحي عند الشيعة، بأوهام لا علاقة لها بالواقع.

فقد بدأ كتابه بأول حديث، رواه بسنده إلى جعفر الصادق عن آبائه عن النبي a، أنه بعث سرية، فلما رجعوا، قال: (مرحبا بقوم قضوا الجهاد الأصغر، وبقى عليهم الجهاد الأكبر)، فقيل: يا رسول الله وما الجهاد الأكبر؟ قال: (جهاد النفس)[1]

ثم علق عليه بقوله ـ مبينا ضرورة السلوك للتحقق بحقيقة الإنسان ـ: (اعلم أن الإنسان كائن عجيب، له نشأتان وعالمان: نشأة ظاهرية ملكية دنيوية هي بدنه، ونشأة باطنية غيبية ملكوتية تكون من عالم آخر، إن لروح الإنسان التي هي من عالم الغيب والملكوت مقامات ودرجات، قسَّمها علماء السلوك بصورة عامة إلى سبعة أقسام حيناً، وإلى أربعة أقسام حيناً ثانياً، وإلى ثلاثة أقسام حيناً ثالثاً، وإلى قسمين حيناً رابعاً.. ولكل من المقامات والدرجات جنود رحمانية وعقلانية تجذب النفس نحو الملكوت الأعلى وتدعوها السعادة، وجنود شيطانية وجهلانية تجذب النفس نحو الملكوت السفلي وتدعوها للشقاء، وهناك دائماً جدال ونزاع بين هذين المعسكرين، والإنسان هو ساحة حربهما، فإذا تغلبت جنود الرحمن كان الإنسان من أهل السعادة والرحمة وانخرط في سلك الملائكة وحُشِرَ في زمرة الأنبياء والأولياء والصالحين، وأما إذا تغلب جند الشيطان ومعسكر الجهل، كان الإنسان من أهل الشقاء والغضب، وحُشِرَ في زمرة الشياطين والكفار والمحرومين)[2]


[1] فروع الكافي، ج 5، ص 3، ورواه البيهقي بلفظ: (قالوا : وما الجهاد الأكبر؟ قال : جهاد القلب) ، ورواه الخطيب البغدادي بلفظ : (رجعنا من الجهاد الأصغر إلي الجهاد الأكبر ، قالوا : وما الجهاد الأكبر ؟ قال : مجاهدة العبد هواه)

[2] الأربعون حديثا، الخميني، ص26.

اسم الکتاب : إيران دين وحضارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 336
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست