responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إيران دين وحضارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 297

(ربّ العالمين) نستشعر وجود العالم والعوالم الأخرى وترابطها؛ فيحس المصلي أنّ وراء هذا العالم ووراء رؤيته الضيقة، وخلف هذا الطوق الذي افترضه لحياته، توجد عوالم وأفلاك ومجرّات أخرى، وأنّ ربّه ربّ جميع هذه الكائنات، إنّ هذا الشعور يميت فيه النظرة الضيّقة، القصيرة المدى، ويمنحه الجرأة وروح التنقيب والبحث، والإحساس بالفرح لعبوديته لله تعالى، وتبدو له عظمة عبادة الله وجلالها العجيب، ومن جهة أخرى يرى جميع الكائنات؛ البشر والحيوانات والنباتات والجمادات والسماوات، وعوالم الوجود التي لا تحصى، كّلها مخلوقات لله، وأنّه هو مديرها ومدبّرها، ويفهم انّ ربّه ليس فقط رب لعرقه أو شعبه أو للإنسانية بأجمعها، بل هو أيضاً رب تلك النملة الصغيرة وتلك النبتة الضعيفة، ربّ السموات والمجرات والكواكب. وبإدراكه لهذه الحقيقة يشعر بأنّه ليس وحيداً، ويعلم أنّه متصل بجميع ذرّات العوالم، وجميع الكائنات الدقيقة والكبيرة، وبجميع الناس، وإنّ الناس إخوته والمسافرون معه، وإنّ هذه القافلة العظيمة متجهة بأجمعها نحو هدف واحد) [1]

ويذكر هذه المعرفة، فيقول: (إن هذا الارتباط والاتصال يجعله يرى نفسه مكلّفاً وملتزماً بالنسبة لجميع الكائنات، مكلّفاً بهداية الناس ومعونتهم، وبمعرفة بقية الموجودات واستخدامها في الطريق الصحيح والمناسب للهدف من خلقها) [2]

وهكذا يتحدث عن كل كلمة أو حركة من حركات الصلاة، يبين المشاعر التي يشعر بها المؤمن، وتأثيرها في سلوكه، ولا يمكننا ذكر كل ذلك هنا، على الرغم من جمال المعاني والأسرار التي ذكرها، والتي لا نرى في خطابه فيها تمييزا بين أي مدرسة من المدارس الإسلامية.

وأحب أن أذكر هنا قوله في المشاعر المرتبطة بقراءة المؤمن لقوله تعالى:{إِيَّاكَ


[1] المرجع السابق، ص23.

[2] المرجع السابق، ص23.

اسم الکتاب : إيران دين وحضارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 297
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست