responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إيران دين وحضارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 287

وفي خطبة أخرى، يقول: (طوبى لنفس أدت إلى ربها فرضها، وعركت بجنبها بؤسها، وهجرت في الليل غمضها، حتى إذا غلب الكرى عليها افترشت أرضها، وتوسدت كفها، في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم، وتجافت عن مضاجعهم جنوبهم، وهمهمت بذكر ربهم شفاههم، وتقشعت بطول استغفارهم ذنوبهم، {أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [المجادلة: 22])[1]

وهكذا كانت هذه الوصايا وغيرها كثير تفعل فعلها في نفوس الإيرانيين منذ سالف العصور، ولهذا لا نعجب من ذلك الاهتمام الشديد الذي أولاه القادة الروحيون لإيران الحديثة بالصلاة، حتى أن لكلا القائدين: الخميني والخامنئي كتبا حولها وحول أسرارها وأعماقها، على الرغم من كل تلك الأعباء الكبيرة التي كانوا يؤدونها في فترة الثورة والمواجهة مع الشاه وأزلامه، أو في في فترة الانتصار والمواجهة مع قوى الاستكبار العالمي.

ويسرنا أن نذكر بعض رؤاهم هنا، لا باعتبارها تمثل أشخاصهم فقط، وإنما باعتبارها تمثل نوع اهتمامهم بالصلاة، لنكتشف الفرق بين رؤيتهم ورؤية الطائفيين الذين لا ينظرون إلى الصلاة إلا باعتبارها مجموعة طقوس وحركات يصنفون من خلالها المسلمين إلى سنة ومبتدعة، ناسين أن أعظم سنة في الصلاة هي الخشوع وحضور القلب والترقي بها إلى الله.

ونذكرها كذلك لتكون تجربة لأولئك الحركيين الذين يريدون إعادة الإسلام للحياة، ولكن وفق الرؤية العلمانية، لا الرؤية الدينية، ولذلك نراهم في فترة انشغالهم بالمعارضة السياسية يغفلون عن الاهتمام بمثل هذه القضايا، وكأنها ليست لب الدين وعماده وعمقه.

بخلاف ذلك نرى الخميني ـ وهو قائد أكبر ثورة ناجحة في القرن العشرين ـ يتحدث


[1] نهج البلاغة: خطب 217.

اسم الکتاب : إيران دين وحضارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 287
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست