responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إيران دين وحضارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 188

تصور خاطئ ذهب إليه أُولئك جهلا أو عمداً دون أن يركّزوا في رأيهم هذا على دليل ما أو حجة مقنعة، فأين ما ذكرناه من هذا الذي يذكره، ولو لم تُلجئ الظروف القاهرة والأحكام المتعسفة هذا الجموع المستضعفة من المؤمنين لما كانوا عمدوا إلى التقية، ولما تحمّلوا عبء اخفاء معتقداتهم ولدعوا الناس إليها علناً ودون تردّد، إلاّ أنّ السيف والنطع سلاح لا تتردد كل الحكومات الفاسدة من التلويح بها أمام من يخالفها في معتقداتها وعقائدها) [1]

هكذا عرض الشيخ جعفر السبحاني التقية بمفهومها الإسلامي الأصيل، والذي دلت عليه النصوص المقدسة، ودلت عليه قبل ذلك الفطرة الإنسانية السليمة، والذي يعارضه للأسف يكيل بالمكاييل المزدوجة، لأنه يجوز لنفسه، ولطائفته ما لا يجوزه لغيرها، وهو الظلم بعينه.

ثانيا ـ نصرة الإيرانيين للعقيدة الإسلامية

لا يمكن لمن يؤرخ للجهود التي قام بها علماء المسلمين في التعريف بالعقيدة الإسلامية ونصرتها ورد الشبه المختلفة عنها أن يلغي ذلك التراث الكبير الذي تركه كبار العلماء الإيرانيين من مختلف المدارس الإسلامية، ولا أن ينكره، ذلك أنه جزء مهم جدا لا يمكن الاستغناء عنه.

فأكبر الكتب في التوحيد وأصول الدين ألفت في مدن إيرانية تنعت اليوم للأسف بكونها أرضا للمجوس، وكون أهلها لم يسلموا طواعية ورغبة، وإنما أسلموا لينفذوا مؤامرتهم على الأمة، ولست أدري هل يمكن اعتبار تلك الكتب التي لم يؤلف مثلها في نصرة العقيدة الإسلامية من أدوات تلك المؤامرة المزعومة، أم لا؟

قد يستغرب القارئ الكريم هذا، ولكن هذا هو الواقع، ويمكن لمن شاء التأكد أن


[1] المرجع السابق، ص3.

اسم الکتاب : إيران دين وحضارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 188
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست