responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إيران دين وحضارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 136

المرتبطة بالأعمال، ومن الأمثلة على ذلك قوله a: ( من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة، تامة تامة تامة )[1]

فهذا الحديث يدل على أن هذا العمل يساوي في أجره الحج والعمرة، لكنه لا يدل ـ باتفاق العلماء ـ على أن ذلك العمل مغن عن الحج والعمرة، بل يظل حكمهما خاصا.

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين عن الحديث، فأجاب : (.. على تقدير صحته فالثواب لا قياس فيه، قد يثاب الإنسان على عمل قليل ثواب عمل كثير ؛ لأن الثواب فضل من الله عز وجل يؤتيه من يشاء)[2]

وهذا نفسه ما يجاب به على ما ذكره الخميني، ذلك أن الأمة جميعا متفقة على أن هذه الأمة أفضل من غيرها من الأمم، نتيجة تبعيتها لرسول الله a، بل هم يذكرون أن الرسل عليهم الصلاة والسلام يتمنون لو كانوا أتباعا له، وبذلك فإن فضل هذه التبعية ليس خاصا بالأئمة فقط، بل هو عام لكل المسلمين، بالإضافة إلى تلك التعبية الشريفة للأئمة لجدهم a.

ونحب أن نضيف إلى هذا المعنى ما ذكره الخميني نفسه عند الحديث عن عبودية رسول الله a لله، وكونها أشرف مراتب الكمال الإنساني، فقد ذكر فيه تلك المسافة الهائية بين النبوة والإمامة، فقال: (لا بدّ من الإشارة إلى أنّ العبوديّة المطلقة هي من أعلى مراتب الكمال ومن أرفع مقامات الإنسانيّة، ولا نصيب لأحد من البشر منها سوى أكمل خلق الله محمّد a أصالة وسائر الأولياء الكُمّل عليهم السلام تبعاً له، أمّا من سواهم فقدم عبوديّتهم عوجاء وعبادتهم وعبوديّتهم معلّلة بأسباب أخرى)[3]


[1] رواه الترمذي (586).

[2] اللقاء الشهري، (74/22).

[3] سرّ الصلاة، الإمام الخمينيّ، ص 89 ـ 90..

اسم الکتاب : إيران دين وحضارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 136
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست