responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 85

رسول اللّه a ذات يوم قسماً فقال رجل من الأنصار: إن هذه القسمة ما أريد بها وجه اللّه، قال، فقلت: يا عدو اللّه أما لأخبرن رسول اللّه a بما قلت، فذكرت ذلك للنبي a فاحمر وجهه ثم قال:(رحمة اللّه على موسى، لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر)[1]

وفي موقف آخر قال a:(أقول كما قال أخي يوسف: ﴿ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ (يوسف:92))[2]

وقد استدل ابن عباس بهذا على مشروعية سجدة سورة ص، فعن العوام قال: سألت مجاهداً عن سجدة (ص) فقال: سألت ابن عباس ما من أين سجدت؟ فقال: أوما تقرأ: ﴿ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَان﴾ (الأنعام:84)، ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ (الأنعام:90)؟ فكان داود عليه الصلاة والسلام ممن أمر نبيكم a أن يقتدي به، فسجدها داود عليه الصلاة والسلام، فسجدها رسول اللّه a)[3]

وهكذا يصبح الأنبياء ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ مصابيح تضيئ للمهتدين، وتبصرهم بالطريق الصحيح، وقد قال ابن القيم، وهو يدعو إلى الاقتداء بالأنبياء في جدهم في طريق الله:(يا مخنث العزم أين أنت، والطريق طريق تعب فيه آدم، وناح لأجله نوح، ورمى في النار الخليل، وأضجع للذبح اسماعيل، وبيع يوسف بثمن بخس، ولبث في السجن بضع سنين، ونشر بالمنشار زكريا، وذبح السيد الحصور يحيى، وقاسى الضر أيوب، وزاد على المقدار بكاء داود، وسار مع الوحش عيسى، وعالج الفقر وأنواع الأذى محمد a تزها أنت باللهو واللعب)[4]


[1] رواه البخاري ومسلم واللفظ لأحمد.

[2] رواه ابن أبي الدنيا في ذم الغضب وابن السني في عمل يوم وليلة.

[3] رواه البخاري.

[4] الفوائد.

اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست