اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 78
الغيب عندك،
أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور بصري، وجلاء حزني، وذهاب غمي)[1]، ثم بين أثر ذلك في نفسه، فقال:(فما قالها عبد قط إلا أبدله الله بحزنه
فرحا)
وعلم رسول
الله a عائشة أن تقول إذا وافقت ليلة القدر:(قولى:
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنى)[2]
ولهذه
الأسماء ـ زيادة على ذلك ـ تأثيرها التربوي العظيم، لأنها الأساس الذي تنبني عليه
جميع مقامات الإيمان.
وقد اتفق على
هذا كل العلماء والربانيين، يقول العز بن عبد السلام:(فهم معاني أسماء الله تعالى
وسيلة إلى معاملته بثمراتها من: الخوف، والرجاء، والمهابة، والمحبة، والتوكل، وغير
ذلك من ثمرات معرفة الصفات)[3]
ويقول مفصلا
أسباب ذلك:(ذكرُ الله بأوصاف الجمال موجب للرحمة، وبأوصاف الكمال موجب للمهابة،
وبالتوّحد بالأفعال موجب للتوكل، وبسعة الرحمة موجب للرجاء، وبشدة النقمة موجب
للخوف، وبالتفرّد بالإنعام موجب للشكر)
ويبين ابن
القيم تأثير أسماء الله الحسنى في كل عبادة من العبادات الظاهرة والباطنة، بل يجعل
كل العبادات أثر من آثار المعرفة بأسماء الله الحسنى، فيقول:(لكل صفة عبوديةٌ خاصة
هي من موجباتها ومقتضياتها، أعني: من موجبات العلم بها والتحقيق بمعرفتها، وهذا
مطرد في جميع أنواع العبودية التي على القلب والجوارح)[4]
ثم يذكر
الأمثلة الموضحة لذلك، فيقول:(فعلم العبد بتفرد الرب تعالى بالضرّ