responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 62

أنهم بإقناع العقل، أو بسلاحه يصلون إلى الحقائق، فقال:(والمشاهدة تكفيك في هذا بـياناً فناهيك بالعيان برهاناً. فقس عقيدة أهل الصلاح والتقى من عوام الناس بعقيدة المتكلمين والمجادلين فترى اعتقاد العامي في الثبات كالطود الشامخ لا تحرّكه الدواهي والصواعق وعقيدة المتكلم الحارس اعتقاده بتقسيمات الجدل كخيط مرسل في الهواء تفيئه الرياح مرة هكذا ومرة هكذا إلا من سمع منهم دليل الاعتقاد فتلقفه تقليداً كما تلقف نفس الاعتقاد تقليداً؛ إذ لا فرق في التقليد بـين تعلُّم الدليل أو تعلم المدلول فتلقين الدليل شيء والاستدلال بالنظر شيء آخر بعيد عنه)[1]

ولهذا نشأ ما يسمى بـ (المعرفة)، وهي مصطلح يعني العلم بالله لا عن طريق الاستدلال العقلي، وإنما عن طريق اليقين الإيماني، الذي يستشهد بالله على الله، ويبرهن بالله على الله، وهنا يتجلى الفرق العظيم بين إيمان من عاش يبحث عن البراهين على الله، وبين الذين بدأ حياته مع الله.

ولهذا (أجمع العارفون على أن الدليل على الله هو الله وحده، وسبيل العقل عندهم سليل العاقل في حاجته إلى الدليل لأنه محدث والمحدث لايدل إلا على مثله)

وقد سئل النوري:(ما الدليل على الله؟ قال:(الله)، قال فما العقل قال:(العقل عاجز والعاجز لا يدل إلا على عاجز مثله)

وقد وضع ابن عطاء العقل الذي يعتمد عليه العالم في محله عندما قال:(العقل آلة للعبودية لا للإشراف على الربوبية)

وعبر آخر عن ذلك بقوله:(العقل يجول حول الكون فإذا نظر إلى المكون ذاب)

وعبر أبو بكر القحطبي على استحالة التعرف على الله بالعقل بقوله:(من لحقته


[1] إحياء علوم الدين: 1/94.

اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست