responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 581

استغلالها بحجة الراحة والاستجمام، وكأن العلم مشقة وتعب يحتاج فيه إلى الراحة.

إذا كان يؤذيك حر المصيف ويبس الخريف وبرد الشتا

ويلهيك حسن زمان الربيع فأخذُك للعلم قل لي متى؟

ويدخل في هذا الباب اغتنام فرصة الصغر والشباب باعتبارها فترة الفراغ والنشاط، وقد ورد في الأثر:(مثل الذي يتعلم العلم في صغره كالنقش على الحجر ومثل الذي يتعلم العلم في كبره كالذي يكتب على الماء)

ومع أن الشريعة لم تحدد سِناً معيناً لتلقي العلم، ومثل ذلك لم يحدد المربون المسلمون سنا لبداية التعليم[1]، بل ترك الآباء أحرارا في تعليم أبنائهم، ولم يُقَيَدوا بسنٍ معينة لإرسال أبنائهم إلى الكتاب أو أماكن التعليم، ولم تَفـْرض الدولة على الآباء تعليم أبنائهم، ولكن الآباء اهتموا بذلك لأن التعليم فرضا من الفروض التي فرضها الإسلام وحث عليها.

وقد أدرك المربون المسلمون بوضوح أن التبكير في طلب العلم له فائدة كبيرة، وعظيم جدوى لنشاط الجسم وصفاء الذهن ولهذا آثروا أن يكون طالب العلم شابا وأن يكون عازبا، فاستحبوا التغريب عن الأهل والبعد عن الوطن تفرغا لواجبات العلم.

وكان من نتائج إقبال الطلاب على حلقات التعليم وهم في سن مبكرة أن حذقوا قسطا كبيرا من العلوم، ووصلوا إلى مراكز علمية مرموقة، وهم في مطلع الشباب ومقتبل العمر.

ومن الأمثلة التي حفظها التاريخ على ذلك أن تاج الدين الكندي حفظ القراءات العشر وله عشرة أعوام، وحفظ الإمام الشافعي القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، وحفظ


[1] انظر: بحثا مهما بعنوان: المعلم والمتعلم في التربية الإسلامية، إعداد: موجه التربية الإسلامية: عماد صالح إبراهيم محمد، خاص لموقع الدراسات والبحوث.

اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 581
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست