responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 554

عن وقتها كحصاده قبل إدراكه وكماله، وكذلك ترك الغذاء والشراب واللباس إخلال بالحكمة وتعدي الحد المحتاج إليه خروج عنها أيضا وتعجيل ذلك قبل وقته إخلال بها وتأخيره عن وقته إخلال بها)[1]

وانطلاقا من هذا عرفها تعريفا آخر، قال فيه: (فالحكمة إذا فعل ما ينبغي، على الوجه الذي ينبغي، في الوقت الذي ينبغي)

وهذا المظهر العلمي بهذه الصفة لا يمكن تحقيقه إلا بتحقيق المظهر العملي، فالله لا يعبد بالجهل.

زيادة على هذا، فإن التحقيق العملي للأحكام الشرعية لا ينفذه حق التنفيذ إلا من فقه أسرار ومقاصد الشرع من ذلك الحكم، فمن عرف ـ مثلا ـ أن مقصد الشرع من الصلاة الذكر، والنهي عن الفحشاء والمنكر، كما قال تعالى: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾ (العنكبوت:45) أقامها على حقيقتها، ولم يحتل على الله بأداء رسومها والغفلة عن حقيقتها.

ومن عرف أن مقصد الشرع من النهي عن قول أف للوالدين عرف أن المقصد ليس ذات الأف، وإنما كل ما يؤذيهما.

ولهذا، فإن العارف بمقاصد الشريعة المعايش لها تتجلى له من التفاصيل ما لا تتجلى للمستغرق في الحرفيية والرسوم، وهذا مظهر من مظاهر وفرة علم الحكيم، ولهذا عقب تعالى التفاصيل التي وردت في الوصايا الواردة في سورة الإسراء من قوله تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً﴾ (الاسراء:23) بقوله تعالى: ﴿


[1] مدارج السالكين: 2/472.

اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 554
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست