responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 540

المعرف بالله والداعي له،ولذا يحصر مقاصد القرآن ـ على أساس ذلك ـ في ستة أنواع،ثلاثة هي الأصول المهمة، وثلاثة هي التوابع المتمة، وهذه المقاصد هي[1]:

المقاصد الأصلية: وهي التي تهدف إليها آيات القرآن الكريم بالدرجة الأولى، وتشمل المعارف الأساسية الدالة على الحقائق الكلية الكبرى، وهي:

معرفة الله تعالى: فالقرآن الكريم هو الدليل الأكبر على الله، والمعرف الأعظم به،وهو كما يقول جعفر الصادق: (والله لقد تجلى الله عز وجل لخلقه في كلامه، ولكنهم لا يبصرون)، والمقاصد القرآنية المتعلقة بالله عند الغزالي هي:

معرفة الذات: وهي أهم المعارف وأعزها وأضيقها مجالا وأعسرها منالا وأعصاها على الفكر،ولا يحوي القرآن الكريم منها إلا على تلميحات وإشارات ترجع في رأي الغزالي إلى أمرين:

التقديس المطلق: وهو تنزيه الله تعالى عن كل وصف يدركه الحس،أو يتصوره الخيال، أو يسبق إليه الوهم، أو يختلج به ضمير، أو يقضي به تفكير، ولذلك عرف الله تعالى ذاته لعباده بقوله تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ (الشورى:11)، وقوله تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ﴾ (الإخلاص:1 ـ4)

التعظيم المطلق: وهو امتلاء القلب مهابة لله وشعورا بالعجز والضآلة أمامه، نتيجة لفرط عدم إحاطة العقل بكنه حقيقته،كما قال تعالى: ﴿ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ﴾ (الأنعام:100)، وقال تعالى: ﴿ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ (الانبياء:22)

والتفكر في جلال الله وعظمته بالجمع بين هذين الأمرين هو الذي يثمر المعارف ولأحوال الإيمانية، دون التفكر في المتشابه من الصفات، فإنه لا يثمر عند الجمهور من


[1] جواهر القرآن: 23.

اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 540
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست