responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 507

والاعتبار لا الاختراع ولا الابتداع.

وسميناها بالمعارف انطلاقا من تفريق قديم بين العلم والمعرفة، يجعل العلم عاما ينتهي عند التصديق بالمعلوم أو معرفة بعض صفاته التي تميزه عن غيره من غير اشتراط سريان ذلك في السلوك والحياة[1].

بخلاف المعرفة التي تجعل صاحبها يبحث عما يريد معرفته بكل كيانه، ثم يتفاعل معه بكل طاقاته، فالعالم من له القدرة على الحفظ او التحليل، ثم يحضره حفظه وتحليله كلما حتاج إليه، بينما العارف ـ عند من فرقوا بين العلم والمعرفة ـ هو (من عرف الله سبحانه بأسمائه وصفاته وافعاله، ثم صدق الله في معاملته، ثم أخلص له في قصوده ونياته، ثم انسلخ من أخلاقه الرديئة وآفاته، ثم تطهر من أوساخه وأدرانه ومخالفاته، ثم صبر على أحكام الله في نعمه وبلياته، ثم دعا إليه على بصيرة بدينه وآياته، ثم جرد الدعوة إليه وحده بما جاء به رسوله ولم يشبها بآراء الرجال وأذواقهم ومواجيدهم ومقاييسهم ومعقولاتهم، ولم يزن بها ما جاء به الرسول عليه من الله أفضل صلواته)[2]

وإن شئنا أن نترك اسم العلم على هذا النوع، انطلاقا من المحافظة على ما ورد في


[1] هناك اختلاف كبير في الفرق بين العلم والمعرفة، اشار الفخر الرازي إلى مجامعه، فذكر الأقوال التالية:

1. المعرفة إدراك الجزئيات والعلم إدراك الكليات.

2. المعرفة التصور والعلم هو التصديق وهؤلاء جعلوا العرفان أعظم درجة من العلم قالوا لأن تصديقنا باستناد هذه المحسوسات إلى موجود واجب الوجود أمر معلوم بالضرورة فأما تصور حقيقته فأمر فوق الطاقة البشرية ولأن الشيء ما لم يعرف وجوده فلا تطلب ماهيته فعلى هذا الطريق كل عارف عالم وليس كل عالم عارفاً ولذلك فإن الرجل لا يسمى بالعارف إلا إذا توغل في ميادين العلم وترقى من مطالعها إلى مقاطعها ومن مباديها إلى غياتها بحسب الطاقة البشرية وفي الحقيقة فإن أحداً من البشر لا يعرف الله تعالى لأن الاطلاع على كنه هويته وسر ألوهيته محال.

3. من أدرك شيئاً وانحفظ أثره في نفسه ثم أدرك ذلك الشيء ثانياً وعرف أن هذا المدرك الذي أدركه ثانياً هو الذي أدركه أولاً فهذا هو المعرفة فيقال: عرفت هذا الرجل وهو فلان الذي كنت رأيته وقت كذا. انظر: الفخر الرازي: 3/396.

[2] مدراج السالكين: 3/337.

اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 507
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست