responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 505

ومثل هذا المثل ينطبق على عصرنا، العصر الذي توهم فيه الإنسان أنه حقق حلم فرعون، فرقى إلى القمر، وقد يرقى إلى غيره من الكواكب، ولكنه لم يرقه إنسانا، وإنما رقى بهيمة أو سبعا، رقاه لا ليقول: ﴿ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً﴾ (آل عمران:191)، وإنما رقاه لينصب علم بلده الذي يمثل حقيقة عنصريته وأنانيته وجبروته.

ومثل هؤلاء قوم سيأتون بعدنا، سيبلغون في العلم مراتب تجعلهم يكتسحون الأرض جميعا، وينهبون ما فيها من خيرات، ثم تسول لهم أنفسهم، أو يسول لهم طغيانهم فيفكروا في (غزو الفضاء) كما فكروا في غزو الأرض، قال a متحدثا عن هؤلاء القوم:(حتى يأتوا بيت المقدس فيقولون: قد قتلنا أهل الدنيا فقاتلوا من في السماء، فيرمون بالنشاب إلى السماء، فيرجع نشابهم مخضبة بالدم، فيقولون: قد قتلنا من في السماء)[1]

أما المثال الثالث، فهو مثال قارون الذي اشتغل بالعلوم التي تنمي ثروته، سواء كانت علوما اقتصادية أو تقنية، ونسي أن يعرف حقيقته وحقيقة وجوده، فخسف به وبما يملكه، قال تعالى: ﴿ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي﴾ (القصص:78)

ومثل هؤلاء أقوام قال عنهم الله تعالى: ﴿ فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ (غافر:83)

وهذا الذي نصت عليه هذه الآية هو ما وقعت فيه هذه الأمة، سواء أمة الإجابة أو أمة الدعوة، حيث انشغلت بالفرح بما عندها أو بما عند غيرها من تطور، وغفلت عن علوم تخرجها عن بهيميتها أو سبعيتها إلى حقيقة الإنسان المكرم.

وانطلاقا من هذه المقدمة الضرورية سنتحدث في هذا المبحث عن أنواع العلوم


[1] هذا حديث يأجوج ومأجوج، رواه ابن جرير، عن حذيفة بن اليمان.

اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 505
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست