responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 450

ذلك لأن المجتمع يحتاج أولا إلى أفراد أقوياء لا تؤثر فيهم البيئة ولا ما يصابون به من أنواع البلاء، ثم هم مستغنون عن مجتمعهم بما لديهم من الطاقات، فليسوا عالة على المجتمع، بل يجتهدون ليجعلوا من مجتمعاتهم عالة عليهم، فخير الناس أنفعهم للناس.

وخير من اتصف بهذه الصفات الرسل ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ، لأنهم خير من مثل شخصية المسلم في أعلى درجاتها، ولذلك سيكونون مصدرنا الأول في هذا المبحث.

1 ـ تنمية طاقة التحمل

ونريد بها أن يسعى المربي ليرفع ذلك الدلال الذي يسبه الترف في نفس من يربيه، فيتحلى بسببه بالعجز المطلق، أو يجعل كل جهده منصبا على خدمة ما يتطلبه ترفه من خدمات، فيصيرا عبدا لترفه وأهوائه.

وإلى هذا الأصل الإشارة بقوله تعالى: ﴿ لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ (آل عمران:186)، وقال تعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ (البقرة:155)، وقال تعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ﴾ (محمد:31)

فالله تعالى يحضر الأنفس المؤمنة لاستقبال البلاء بما يخبر به من سنته في خلقه وسنته في المؤمنين، حتى تتأدب الأنفس بأدب الصبر العظيم الذي يجعل لها الطاقة على تحمل البلاء.

وهو يخبر أن المقصد من البلاء، ليس ذات البلاء، وإنما تمحيص الأنفس، وتبيين

اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 450
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست