responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 388

روي أنه اجتمع أنس بن مالك وثابت البناني على طعام فقدّم أنس الطست إليه فامتنع ثابت فقال أنس:(إذا أكرمك أخوك فاقبل كرامته ولا تردها فإنما يكرم الله عز وجل)

ومنها أن لا يبتدىء بالطعام ومعه من يستحق التقديم بكبر سن أو زيادة فضل إلا أن يكون هو المتبوع والمقتدى به، فحينئذ ينبغي أن لا يطول عليهم الانتظار إذا اشرأبوا للأكل واجتمعوا له.

ومنها أن يدعوه للأكل، من غير إلحاح، قال الغزالي:(فإن قلل رفيقه نشطه ورغبه في الأكل وقال له: (كُلْ) ولا يزيد في قوله: (كُلْ) على ثلاث مرات فإن ذلك إلحاح وإفراط)[1]

واستدل لذلك بأن رسول الله a كان إذا خوطب في شيء ثلاثاً لم يراجع بعد ثلاث، وكان يكرّر الكلام ثلاثاً، (فليس من الأدب الزيادة عليه)

ومن الإلحاح المنهي عنه الحلف عليه بالأكل، قال الحسن بن علي :(الطعام أهون من أن يحلف عليه)

ومنها أن يقدم له الطعام من غير أن يقول له: هل أقدّم لك طعاماً؟ بل ينبغي أن يقدّم إن كان، قال الثوري:(إذا زارك أخوك فلا تقل له: أتأكل؟ أو أقدّم إليك؟ ولكن قدّم فإن أكل وإلا فارفع)

ومنها أن يتعامل مع كل ضيف بما يتناسب معه، قال بعض الصالحين:(إذا دخل عليكم الفقراء فقدموا إليهم طعاماً، وإذا دخل الفقهاء فسلوهم عن مسألة، فإذا دخل القراء فدلوهم على المحراب)

ومنها أن لا يميز الغني بالإِجابة عن الفقير، فذلك هو التكبر المنهي عنه ولأجل


[1] إحياء علوم الدين: 2/7.

اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 388
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست