وقد انتشر في
واقعنا أن الزيارة بين الأقارب لا تكون إلا بالمكافأة، فمن زير زار، ومن قطع قطع،
وقد أرشد a إلى خلاف هذا، فقال:(ليس الواصل
بالمكافيء، ولكن الواصل الذي إذا انقطعت رحمه وصلها)[2]
وجاءه رجل،
فقال: يا رَسُول اللَّهِ إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي،
وأحلم عنهم ويجهلون علي. فقال:(لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل[3]، ولا يزال معك من اللَّه ظهير عليهم ما دمت على ذلك)[4]
آداب
الزيارة
تتفق جميع
أنواع الزيارات السابقة، وغيرها في هذه الآداب التي سنسوقها هنا باختصار، فمن آداب
الزيارة:
تحديد الموعد:
أول الآداب
وأهمها هو تحديد موعد الزيارة، حتى لا يفاجأ المزور بالزائر من غير استعداد لذلك،
فيحرجه أو يمنعه من عمل يلزمه، وربما لا يصلح هذا الأدب في عصرنا إلا لمن لديه
وسائل الاتصال التي يتمكن منها من إخبار المزور بزيارته.
ولكن ما ذكره
السلف يشير إلى هذا، فقد اتفقوا على أن للمزور أن يرد زائره إن لم يكن مستعدا
لاستقباله، كما قال تعالى: ﴿ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا
هُوَ أَزْكَى لَكُمْ
[3] أي كأنما تطعمهم
الرماد الحار، وهو تشبيه لما يلحقهم من الإثم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم،
ولا شيء على هذا المحسن إليهم لكن ينالهم إثم عظيم بتقصيرهم في حقه وإدخالهم الأذى
عليه.