responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 300

والتكبر موجودة في الإنسان، ولكن أصعبها أمراً وأعصاها على التغيـير قوة الشهوة، فإنها أقدم وجوداً، إذ الصبـي في مبدإ الفطرة تخلق له الشهوة، ثم بعد سبع سنين ربما يخلق له الغضب، وبعد ذلك يخلق له قوة التميـيز.

2 ـ أن الخلق قد يتأكد بكثرة العمل بمقتضاه والطاعة له وباعتقاد كونه حسناً ومرضياً والناس فيه[1].

وانطلاقا من هذا قسم أصناف الخلق من حيث القدرة على تغيير أخلاقهم إلى أربع مراتب، لها أهميتها الكبرى في التعامل التربوي مع مختلف الأصناف:

الأولى: وهي مرتبة من لا يميز بـين الحق والباطل والجميل والقبـيح، بل بقي كما فطر عليه خالياً عن جميع الاعتقادات ولم تستتم شهوته أيضاً باتباع اللذات، وقد سماه الغزالي (الإنسان المغفل)، وذكر انه أسرع الناس للعلاج، فلا يحتاج إلا إلى معلم ومرشد، وإلى باعث من نفسه يحمله على المجاهدة فيحسن خلقه في أقرب زمان، وسبب ذلك أن انحرافه كان بسبب جهله فقظ.

الثانية: وهي مرتبة من عرف قبح القبـيح، ولكنه لم يتعوّد العمل الصالح، بل زين له سوء عمله فتعاطاه انقياداً لشهواته وإعراضاً عن صواب رأيه لاستيلاء الشهوة عليه، ولكن علم تقصيره في عمله، والغزالي يعتبره جاهلا وضالا.

وهو ـ في نظر الغزالي ـ محل قابل للرياضة، إن انتهض لها بجد وتشمير وحزم، ولكن مع ذلك، فإن أمره أصعب من الأول، إذ قد تضاعفت الوظيفة عليه؛ إذ عليه قلع ما رسخ في نفسه أوّلاً من كثرة الاعتياد للفساد، ثم يغرس في نفسه صفة الاعتياد للصلاح.

الثالثة: وهي مرتبة من يعتقد في الأخلاق القبـيحة أنها الواجبة المستحسنة، وأنها


[1] إحياء علوم الدين:3/63.

اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 300
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست